تأويل قوله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم ) الآية
قال الله عز وجل : (
وكلوا واشربوا حتى يتبين ) الآية .
1013 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11939ابن أبي داود ، قال : حدثنا
المقدمي ، قال : حدثنا
الفضل بن سليمان النميري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11973أبي حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد ، قال : لما نزلت : (
وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ، جعل الرجل يأخذ خيطا أبيض ، وخيطا أسود فيضعهما تحت وساده ، ينتظر حتى يتبينهما فيترك الطعام قال : فبين الله - عز وجل - ذلك ونزلت : (
من الفجر ) " .
[ ص: 452 ] 1014 - حدثنا
أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا
إسماعيل بن سالم ، مولى
بني هاشم ، قال : حدثنا
هشيم ، قال : حدثنا
حصين ، ومجالد ، nindex.php?page=hadith&LINKID=699406عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض ، فجعلت أنظر إليهما ، فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بالذي صنعت ، فقال : " إن وسادك لعريض ، إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار " . 1015 - حدثنا
محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال ، قال : حدثنا
هشيم ، قال حدثنا
حصين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن
عدي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله .
1016 - حدثنا
محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17406يوسف بن عدي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16410عبد الله بن إدريس ، عن حصين بإسناده ، مثله .
1017 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12538محمد بن علي بن داود البغدادي ، قال : حدثنا
سويد بن يعقوب الطالقاني ، قال : حدثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
حصين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن رجل من الأنصار يقال له : صرمة بن مالك ، وكان شيخا كبيرا جاء إلى أهله عشاء وهو صائم ، وكان إذا نام أحدهم قبل أن يطعم لم يأكل شيئا إلى مثلها ، والمرأة إذا نامت لم يكن زوجها يقربها حتى مثلها .
فلما جاء صرمة إلى أهله ، فدعا بعشائه ، فقالوا : أمهل حتى نتخذ لك طعاما سخنا تفطر عليه ، فوضع الشيخ رأسه فنام ، فجاؤوا بطعامه ، فقال : قد كنت نائما فلم يطعمه ، فبات ليلته ، فلصق ظهرا لبطن ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فنزلت هذه الآية : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) فرخص لهم أن يأكلوا من أول الليل إلى آخره " .
وجاء
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأتى أهله ، فقالوا : إنها كانت نامت ، فظن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنها اعتلت عليه فواقعها ، فأخبرته أنها كانت نامت ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت فيه (
علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم ) إلى آخر الآية
[ ص: 453 ] .
فدل ما ذكرنا على أن
الدخول في الصيام من طلوع الفجر ، وعلى أن الخروج منه بدخول الليل ، وكان قوله عز وجل إلى الليل غاية لم يدخلها في الصيام بما بين لنا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
1018 - حدثنا
محمد بن عمرو بن يونس ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية الضرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=651818عن عاصم بن عمير ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقبل الليل ، وأدبر النهار ، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " .
وقد روي عن
حذيفة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب ما :
1019 - حدثنا
علي بن شيبة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة ، قال : حدثنا
حماد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن بهدلة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=703117عن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش ، قال : " تسحرت ، ثم انطلقت إلى المسجد ، فمررت بمنزل حذيفة ، فدخلت عليه فأمر بلقحة ، فحلبت وبقدر فسخنت ، فقال : كل ، فقلت : إني أريد الصوم ، فقال : وأنا أريد الصوم ، قال : فأكلنا ، ثم شربنا ، ثم أتينا المسجد ، فأقيمت الصلاة ، قال : هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو صنعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : بعد الصبح ؟ قال : بعد الصبح ، غير أن الشمس لم تطلع " .
ففي هذا الحديث أن
أول وقت الصيام من طلوع الشمس ، وأن ما قبل طلوع الشمس ، ففي حكم الليل وهذا عندنا والله فقد يحتمل أن يكون بعد ما أنزل الله عز وجل : (
وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) قبل أن ينزل الله عز وجل (
من الفجر ) على ما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الذي روينا في هذا الباب .
ثم أنزل الله عز وجل بعد ذلك : (
من الفجر ) وذهب ذلك عن
حذيفة ، وعلمه غيره ، فعمل
حذيفة بما علم إذ لم يعلم الناسخ ، وعلم غيره فصار إليه ، وعلم غيره الناسخ فصار إليه وعمل به ، وكان من علم من هذا شيئا أولى ممن لم يعلمه .