أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
وقد روي في اعتكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيما يدل على أن دخوله المعتكف كان قبل هذا الوقت ، عن غير واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن ذلك ما :

1101 - حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، أن نافعا أخبره ، قال : حدثني عبد الله بن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان " .

قال نافع : وقد أراني عبد الله بن عمر المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد .

ففي هذا الحديث أنه كان يعتكف العشر كلها .

فهذا عندنا والله أعلم على أنه كان يدخل معتكفه قبل غروب الشمس من اليوم العشرين من الشهر حتى تغيب الشمس وهو في معتكفه ، لأن ما بعد غيبوبة الشمس من اليوم العشرين من الشهر إنما هو من العشر الأواخر منه ، لا مما سواه منه ، ومن ذلك ما :

1102 - حدثنا يحيى ، قال : حدثنا نعيم ، قال : حدثنا ابن المبارك ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي بن كعب ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كان يعتكف بهم في العشر الأواخر من رمضان " .

فسافر عاما ، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين يوما .


فأما قول أبي : " كان يعتكف في العشر الأواخر " ، قال : كلام فيه مثل الكلام الذي ذكرنا [ ص: 482 ] في حديث عائشة .

وأما قوله : " فلما كان من العام المقبل اعتكف عشرين يوما " . فهذا فيه على أنه قد كان في ذلك العام اعتكف العشرين اليوم كلها ، واحتمل أن يكون دخوله إلى الاعتكاف فيها كان قبل غيبوبة الشمس من اليوم العاشر من شهر رمضان ، وقد روينا عن عائشة في ذلك ما :

1103 - حدثنا يحيى بن عثمان ، قال : حدثنا نعيم ، قال : حدثنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني الزهري ، عن سعيد ، وعروة ، عن عائشة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله - عز وجل - " .

ففي هذا أنه كان يعتكف العشر كلها ، وهذا خلاف ما رويناه عنهما بما في حديث عمرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية