وأما الخطبة الثالثة ، وما ذهب إليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، إنها في يوم النحر ، وما ذكرناه عن nindex.php?page=showalam&ids=15922زفر فيها مثل ذلك أيضا ، فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، وعمرو بن الأحوص ، وأبو بكرة ، وأبو عادية ، ورجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب يوم النحر في حجة الوداع فمن ذلك ما :
وكانت هذه الآثار مما احتج بها الذين ذهبوا إلى أن أمير الحاج يخطب بالحاج يوم [ ص: 128 ] النحر ، فكان من الحجة عليهم للآخرين الذين ذهبوا إلى أن لا خطبة في يوم النحر للحج ، إن هذه الخطبة التي كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم النحر لم تكن في أسباب الحج ، لأنه صلى الله عليه وسلم إنما ذكر فيها الأمور لا يصلح لأحد بعده ذكر بعضها ، لأن الذين يأمرون أمير الحاج أن يخطب بالحاج في يوم النحر يأمرونه أن يخطب بهم في سبب من أسباب حجهم ، في تعليمهم رمى جمارهم ، وفي التعجيل لمن أراده ، وفي المقام لمن أراده ، وفي نحر النسك والدماء ، لا فيما سوى ذلك .
فلما وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخطب الناس بذلك في يوم النحر في حجته ، ولكنه خطبهم بغيره ، عقلنا بذلك أن خطبته تلك لم تكن للحج ، وأنها كانت لما سواه وفي تركه صلى الله عليه وسلم الخطبة يومئذ بأسباب الحج دليل أن لا خطبة للحج في يوم النحر كما يقول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ، ومالك بن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف ، nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن مما قد حكيناه عنهم في ذلك .