أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
وأما ما احتج به من ذهب إلى قول مالك ، وأبي حنيفة ، وزفر ، وأبي يوسف ، والشافعي الذي ذكرناه عنهم في ذلك .

113 - فإن أبا بكرة حدثنا ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : حدثنا الثوري ، قال : سمعت سلمة بن كهيل يحدث ، عن أبي مالك ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، قال : كنت عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فأتاه أعرابي ، قال : إني أكون في الفلاة فتصيبني الجنابة وليس معي ماء ، أفأصلي ؟ قال عمر : لو كنت أنا لم أصل حتى أصيب الماء فقال له عمار : يا أمير المؤمنين ، أما تذكر حين بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإياك في إبل فأصابتني جنابة فتمرغت كما يتمرغ الحمار ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له فضحك حتى بدا ناجذه ، وقال : " إنما كان يكفيك أن تقول هكذا ، وضرب بيديه ثم نفخهما ومسحهما بوجهه وكفيه وذراعيه إلى نصفهما " . [ ص: 107 ] قال أبو جعفر : وأيضا عن الذراعين عندهم هو نهاية المرفقين .

114 - حدثنا محمد بن الحجاج ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا أبو يوسف ، عن الربيع بن بدر ، قال : حدثني أبي ، عن جده ، عن أسلع التميمي ، قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فقال لي : " يا أسلع ، قم فأرحل لنا ، قلت : يا رسول الله ، أصابتني بعدك جنابة ، فسكت حتى أتاه جبريل - صلى الله عليه وسلم - بآية التيمم ، فقال لي : " يا أسلع ، قم فتيمم صعيدا طيبا ضربتين ، ضربة لوجهك وضربة لذراعيك ظاهرهما وباطنهما " فلما انتهيت إلى الماء ، قال : يا أسلع قم فاغتسل " .

115 - حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثنا أسد ، وحدثنا حسين بن نصر ، قالا : حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا محمد بن ثابت العبدي ، قال : حدثنا نافع ، قال : انطلقت مع ابن عمر إلى ابن عباس في حاجة ، وكان من حديثه يومئذ ، أن قال : مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سكة من السكك ، وقد خرج من غائط أو بول فسلم عليه ، فلم يرد عليه السلام حتى كاد الرجل يتوارى في السكة ، فضرب بيديه على الحائط فتيمم وجهه ، ثم ضرب ضربة أخرى فتيمم لذراعيه ، وقال : أما إنه لم يمنعني أن أرد عليك السلام إلا أني كنت لست بطاهر " .

وكان هذا ما احتج به لمن ذهب مذهب مالك ، وأبي حنيفة ، وزفر ، وأبي يوسف ، ومحمد ، والشافعي في كيفية التيمم من الآثار .

التالي السابق


الخدمات العلمية