تأويل قوله تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) ، إلى قوله : (
من الهدي ) .
قال الله جل ثناؤه : (
وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي )
[ ص: 245 ] .
فأما قوله عز وجل : (
وأتموا الحج والعمرة لله ) ، فإنه قد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في ذلك ما :
1666 - قد حدثنا
أحمد بن الحسن الكوفي ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، يقول :
عبد الملك بن أعين ، سمع ابن أدينة ، يخبر عن أبيه ، أنه سأل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب عن
تمام العمرة ، فقال له : ائت
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، فاسأله ثم سأله ، فقال : ائت
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، فاسأله فقال له في الثالث : ائت
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، فاسأله فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، فسأله ، فقال : ركبت الإبل والخيل والسفن حتى أتيتك ، فمن أين تمام العمرة ؟ فقال : من حيث أنشأت .
فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فأخبره ، فقال : هو كما قال .
1667 - وما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة ، عن
عبد الله بن سلمة ، قال :
سألت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا عن قوله عز وجل : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) ، ما تمامها ؟ قال : أن تحرم بهما من دويرة أهلك .
هكذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في هذا الحديث الذي ذكرناه عنه في هذا الباب وقد روي عنه في ذلك تأويل آخر ، وهو ما :
1668 - قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16638علي بن معبد ، قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة بن سوار ، وما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13529حسين بن نصر ، قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد ، وما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، قالوا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب ، nindex.php?page=hadith&LINKID=659151يحدث عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منيخ بالبطحاء ، فقال لي : بما أهللت ؟ قال : فقلت : إهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أحسنت ، طف بالبيت ، وبالصفا وبالمروة ، ثم أحل .
[ ص: 246 ] قال : ففعلت ، فأتيت امرأة من قيس ، ففلت رأسي ، فكنت أفتي الناس ذاك حتى كان زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، فقال لي رجل : يا nindex.php?page=showalam&ids=110عبد الله بن قيس ، رويدا بعض فتياك ، فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك فقلت : يا أيها الناس ، من كنا أفتيناه فتيا فليتئد ، فإن أمير المؤمنين قادم فيه ، فائتموا فلما قدم مكة أتيته ، فذكرت ذلك له ، فقال لي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أن نأخذ بكتاب الله عز وجل ، فإن كتاب الله عز وجل يأمرنا بالتمام ، وأن نأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل حتى بلغ الهدي محله .
فهذا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ذهب في تأويل هذه الآية إلى نسخ الفسخ الذي كان أبو موسى عليه مما فعله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته وهذا فغير ما رواه عنه أدينة في الحديث الأول .
وأما قوله عز وجل : (
فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ) ، فذلك مذكور بعقب قوله عز وجل : (
وأتموا الحج والعمرة لله ) ، فدل ذلك على أن الإحصار الذي له هذا الحكم المذكور في هذه الآية في الحج والعمرة جميعا ، لمن أحصر دون تمامهما :