صفحة جزء
1246 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ ابن جريج ، أخبرني محمد بن قيس بن مخرمة ، قال : سمعت عائشة ، زوج النبي [ ص: 1384 ] صلى الله عليه وسلم تقول : ألا أخبركم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا : بلى ، قالت : لما كانت ليلتي انقلب فوضع نعليه عن رجليه ، ووضع رداءه ، وبسط طرف إزاره على فراشه ، قالت : فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ، ثم انتعل رويدا ، فجعلت درعي في رأسي واختمرت ، ثم تقنعت بإزاري ، فانطلقت في أثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات وأطال القيام ، ثم انحرف فانحرفت ، فأسرع فأسرعت ، فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت ، فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل ، فقال : " ما لك يا عائشة ؟ " ، قلت : لا شيء ، قال : " لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير " ، قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، فأخبرته الخبر ، قال : " أنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ " ، قلت : نعم ، قالت : فلهد في صدري لهدة أوجعتني ، ثم قال : " أظننت أن يحيف عليك الله عز وجل ورسوله ؟ " ، فقلت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله عز وجل ، قال : " نعم ، فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت ، ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك ، فناداني فأخفى منك ، فأجبته فأخفيته منك ، وظننت أنك قد رقدت ، وكرهت أن أوقظك ، وخشيت أن تستوحشي ، فأمرني أن آتي البقيع فأستغفر لهم " ، قلت : كيف أقول يا رسول الله ؟ قال : " قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله للاحقون " .

[ ص: 1385 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية