صفحة جزء
194 - حدثنا عبدان بن أحمد ، ثنا داهر بن نوح ، ثنا عبد الله بن عرادة ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي العالية ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن رهطا ثلاثة انطلقوا فأصابتهم سماء ، فلجأوا إلى غار ، فبينما هم فيه إذ انفلتت صخرة من قمة الجبل تدهده حتى ضمت على باب الغار ، فقال القوم بعضهم لبعض : كف المطر وعفا الأثر ، ولم يركم أحد سوى الله ، عز وجل ، فلينظر كل رجل منكم أفضل عمل عمله قط فليذكره ، ثم ليدع الله تعالى ، فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أني كنت بارا [ ص: 871 ] بوالدي وأني كنت آتيهما بغبوقهما فأغبقهما ، وأني أتيتهما ليلة بغبوقهما فوجدتهما قد دخلا مضاجعهما وناما ، فكرهت أن أوقظهما من نومهما ، وكرهت أن أرجع بغبوقهما من قبل أن أغبقهما ، فلم يزل ذلك دأبي حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم إنما حملني على ذلك مخافتك ، فافرج عنا ، قال : فقالت الصخرة ، فتفرجت حتى دخل عليهم الضوء ، فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة وهويتها وأنفقت مالي فيها ، حتى إذا ظفرت بها وقعدت منها مقعد الرجل من المرأة ، قالت : أي إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه ، فقمت عنها ، فإن كنت تعلم أنه إنما حملني على ذلك مخافتك فافرج عنا ، فانفرجت الصخرة حتى لو شاء القوم أن يخرجوا لخرجوا . فقال آخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجراء فعملوا لي عملا فوفيتهم أجورهم ، إلا رجلا واحدا ترك أجره حتى كان منه أضعاف المال ، فجاء بعد يطلب أجره ، فقلت له : هاك دونك تمام أجرك ، فإن كنت تعلم أن ما حملني على ذلك مخافتك فافرج عنا ، فقالت الصخرة ، فتدهدهت ، فانطلقوا معانقين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية