[ ص: 1515 ] 40 -
قصة أصحاب موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - ، الذين حرم عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة ، وما خصوا من عظيم قدرة الله - عز وجل - وعظيم شأنه
987 - 1 حدثنا
أحمد بن محمد بن شريح ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع ، حدثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16365عبد الصمد ، قال : سمعت
وهبا ، - رحمه الله - يقول : إن " بني إسرائيل لما حرم الله عليهم أن يدخلوا
الأرض المقدسة أربعين سنة ، يتيهون في الأرض ، شكوا إلى
موسى - عليه السلام - فقالوا : ما نأكل ؟ قال : إن الله سيأتيكم بما تأكلون ، قالوا : من أين لنا إلا أن أمطر علينا خبزا ؟ قال : إن الله ينزل عليكم خبزا مخبوزا ، فكان ينزل عليهم المن ، فسئل
وهب : ما المن ؟ قال : خبز الرقاق مثل الذرة ، أو مثل النقي - قالوا : وما نأتدم ؟ وهل بد لنا من لحم ؟ قال : فإن الله - عز وجل - يأتيكم به . قالوا : من أين لنا إلا أن تأتينا به الريح ؟ قال : فإن الريح تأتيكم به ، فكانت الريح تأتيهم بالسلوى - فسئل
وهب - رحمه
[ ص: 1516 ] الله تعالى - : ما السلوى ؟ قال : " طير سمين مثل الحمام ، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت " ، قالوا : فما نلبس ؟ قال : لا يخلق لأحدكم ثوب أربعين سنة . قالوا : فما نحتذي ؟ قال : لا ينقطع لأحدكم شسع أربعين سنة ، قالوا : فإنه يولد فينا أولاد ، فما نكسوهم ؟ قال : الثوب الصغير على الكبير ليشب معه ، قالوا : فمن أين لنا الماء ؟ قال : يأتيكم به الله تعالى ، قالوا : من أين لنا إلا أن يخرج من الحجر ؟ فأمر الله تعالى
موسى - صلى الله على نبينا وعليه وسلم تسليما - أن يضرب بعصاه الحجر ، قالوا : فبم نبصر ، فإنه يغشانا الظلمة ؟ فضرب لهم عمود من نور ، في وسط عسكرهم ، أضاء عسكرهم كله ، قالوا : فبم نستظل ، فإن الشمس علينا شديد ؟ قال : يظلكم الله بالغمام " .