صفحة جزء
1991 - حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد الكفي ، قال : حدثنا ابن أبي العوام ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سابق المدني ، قال : حدثنا موسى بن عقبة ، عن أبي الزبير المكي ، قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ملأ من أصحابه في المسجد ، إذ دخل أبو بكر ، وعمر من بعض أبواب المسجد معهما فئام من الناس يتمارون ويرد بعضهم على بعض ، وقد ارتفعت أصواتهم حتى انتهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الذي كنتم فيه ؟ قد [ ص: 312 ] ارتفعت أصواتكم وكثر لغطكم " ، فقال بعض القوم : شيء تكلم أبو بكر ، وعمر فيه يا رسول الله ، فاختلفنا لاختلافهما ، فقال : وما ذاك ؟ قالوا : تكلما في القدر ، فقال أبو بكر : يقدر الله الخير ولا يقدر الشر ، وقال عمر : بل يقدرهما جميعا الله ، فقال بعضنا مقالة أبي بكر ، وقال بعضنا مقالة عمر ، فكنا في هذا حتى انتهينا إليك ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلا أقضي بينكما قضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل " ؟ قال : فقال بعض القوم : وقد تكلم في هذا جبريل وميكائيل يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، والذي بعثني بالحق ، إنهما لأول الخلق تكلما فيه ، فقال جبريل بمقالة عمر ، وقال ميكائيل بمقالة أبي بكر ، فقال جبريل : إنا إن اختلفنا اختلف أهل السماوات ، فهل لك في قاض بيني وبينك ؟ فتحاكما إلى إسرافيل ، فقضى بينهما بقضاء هو قضائي بينكما " ، قالوا : وما كان من قضائه يا رسول الله ؟ قال : " أوجب القدر خيره وشره ، ضره ونفعه ، حلوه ومره من الله عز وجل ، فهذا قضائي بينكما " ، ثم ضرب فخذ أبي بكر ، أو على كتفه - وكان إلى جانبه - فقال : " يا أبا بكر! إن الله عز وجل لو لم يشأ أن يعصى ما خلق إبليس " ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : كانت مني هفوة وزلة ، أستغفر الله يا رسول الله ، لا أعود لشيء من هذا المنطق أبدا ، قال : فما عاد حتى لقي الله ، رحمة الله عليه ورضوانه " . [ ص: 313 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية