صفحة جزء
154 - قال أبو جعفر : وسمعت أبا زهير محمد بن زهير يقول : " القرآن كلام الله غير مخلوق على جميع الجهات ، فقال : من قال : هذا يعني : لفظي ، فهو يدخل فيه كل " .

قال الشيخ : فبهذه الروايات والآثار التي أثرناها ورويناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمتنا نقول ، وبهم نقتدي ، وبنورهم نستضيء ، فهم الأئمة العلماء العقلاء النصحاء ، الذين لا يستوحش من ذكرهم ، بل تنزل الرحمة إذا نشرت أخبارهم ، ورويت آثارهم ، فنقول : إن القرآن كلام الله ، ووحيه ، وتنزيله ، وعلم من علمه ، فيه أسماؤه الحسنى ، وصفاته العليا ، غير مخلوق كيف تصرف ، [ ص: 346 ] وعلى كل حال ، لا نقف ، ولا نشك ، ولا نرتاب ، ومن قال : مخلوق ، أو قال : كلام الله ووقف ، أو قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهؤلاء كلهم جهمية ضلال كفار ، لا يشك في كفرهم ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو ضال مضل جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع ، لا يكلم حتى يرجع عن بدعته ، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا ، اتبعنا فيه أئمتنا ، واقتدينا بشيوخنا ، رحمة الله عليهم ، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبل رحمه الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية