صفحة جزء
157 - حدثنا أبو حفص ، حدثنا أبو جعفر ، قال : حدثنا أبو بكر ، سمعت الحسن علي بن مسلم يقول : " القرآن كلام الله غير مخلوق ، هذا قول أبي عبد [ ص: 348 ] الله ، فبه نقتدي إذ كنا لم ندرك في عصره أحدا تقدمه في العلم والمعرفة والديانة ، وكان مقدما عند من أدركنا من علمائنا ، فما علمت أن أحدا بلي بمثل ما بلي به فصبر ، فهو قدوة وحجة لأهل هذا العصر ، ولمن يجيء بعدهم ، فنحن متبعون لمقالته ، وموافقون له ، فمن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فقد أبدع ، وليس هو من كلام العلماء ، وهذا مما أحدثه أصحاب الكلام المبتدعة ، وقد صح عندنا أن أبا عبد الله أنكر على من قال ذلك ، وغضب منه الغضب الشديد ، وقال : ما سمعت عالما قال هذا ، فمن خالف أبا عبد الله فيما نهى عنه ، فنحن غير موافقين له ، منكرون عليه ، وقد أدركنا من علمائنا مثل عبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، وإسماعيل ابن علية ، وسفيان بن عيينة ، [ ص: 349 ] وعباد بن عباد ، وعباد بن العوام ، وأبي بكر بن عياش ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ويحيى بن زائدة ، ويوسف بن يعقوب بن الماجشون ، ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وأبي أسامة ، وقد [ ص: 350 ] أدركوا هؤلاء كلهم التابعين ، وسمعوا عنهم ، ورووا عنهم ، ما منهم أحد قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فنحن لهم متبعون ، ولما أحدث بعدهم مخالفون " .

التالي السابق


الخدمات العلمية