باب الإيمان بأن الله عز وجل يضحك
قال الشيخ : اعلموا رحمكم الله أن
من صفات المؤمنين من أهل الحق تصديق الآثار الصحيحة ، وتلقيها بالقبول ، وترك الاعتراض عليها بالقياس ومواضعة القول بالآراء والأهواء ، فإن الإيمان تصديق ، والمؤمن هو المصدق .
قال الله عز وجل
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ،
فمن علامات المؤمنين أن يصفوا الله بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم مما نقلته العلماء ، ورواه الثقات من أهل النقل ، الذين هم الحجة فيما رووه من الحلال والحرام والسنن والآثار ، ولا يقال فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف ؟ ولا لم ؟ بل يتبعون ولا يبتدعون ، ويسلمون ، ولا يعارضون ، ويتيقنون ولا يشكون ولا يرتابون ، فكان مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه أهل العدالة ، ومن يلزم المؤمنين قبول روايته وترك مخالفته : أن الله تعالى يضحك فلا ينكر ذلك ، ولا يجحده إلا مبتدع مذموم الحال عند العلماء ، داخل في الفرق المذمومة وأهل المذاهب المهجورة ، عصمنا الله وإياكم من كل بدعة وضلالة برحمته .
[ ص: 92 ]