89 - حدثنا بذلك
أبو محمد الحسن بن أحمد الرهاوي ، قال : أخبرنا
العباس بن عبيد الله أن أباه
عبيد الله بن خالد ،
وأحمد بن المعلى الحراني حدثاه قالا أخبرنا
داود بن سعيد الرقي ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16456عبد الله بن كثير ،
ويحيى بن كثير البصري العباسي عن
أبان بن أبي عياش [ ص: 419 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك .
قال
أبو محمد الرهاوي وأخبرني
عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان بن الدلهات ، قال : حدثنا
أبو حمزة إدريس بن يونس ، قال : حدثنا
موسى بن رجاء الحصني ، عن
داود بن سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17330يحيى بن كثير عن
أبان بن أبي عياش عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال
لما قدم nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجزيرة جدد على أهل الذمة بها كتابا فكان الكتاب الذي كتبه عليهم :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما عهد أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب علينا معشر أهل الذمة من
الجزيرة أنك لما قدمت بلدنا سألناك إتمام ما شارطنا عليه من كان قبلك من عمال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأن تجدد لنا بذلك عهدا يكون في أيدينا وتكتب لنا بصحته كتابا تؤمننا على أنفسنا وقراباتنا
[ ص: 420 ] وأموالنا على أن شرطنا لك على أنفسنا ثم ذكر الشرط على أهل الذمة بطوله إلى آخره .
لم يختلف المسلمون ممن تذوق طعم الإيمان ، وشرح الله صدره ، وكان من المصدقين بالله وبكتابه وبرسوله أن الله تبارك وتعالى مكن لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في الأرض وللمؤمنين ، فاستخلفهم في الأرض يعبدونه لا يشركون به شيئا ، فلم يقبض نبيه - صلى الله عليه وسلم - حتى مكن له وأظهره على العرب كلها فشرح صدره ، ورفع ذكره ، وأعلى أمره ، ووضع به رؤوس من كفر من العرب ، وأبطل عماية الجاهلية وأحق به الحق ، وأبطل
[ ص: 421 ] به الباطل ، ثم قبضه إليه بعد أن أكمل به الدين وأتم به النعمة ، قائما بأمره ، ومؤديا لوحيه ، صابرا محتسبا - صلى الله عليه وسلم - .
واستخلف nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر - رضي الله عنه - فقام مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، في قتال من ارتد من العرب فلم يزل موفقا رشيدا سديدا ، بين الله أمره ، وأظهر فضله ، وأعلى ذكره ، ومكن له في الأرض ، وأظهر دعوته وأفلج حجته ورفع درجته ، واستوسق به الإسلام فلم يكن في خلافته خلف ، وعبدت العرب ربها لا تشرك به شيئا ، ثم قبض الله
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر - رضي الله عنه - طاهرا زكيا على أفضل الحالات ، وأرفع الدرجات .
ثم
استخلف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعده لا اختلاف بين
[ ص: 422 ] المسلمين فيه ولا مرية ولا تنازع ، كلمتهم واحدة ، وأيديهم باسطة أعزاء آمنون ، فقاتل بالعرب العجم ، حتى أعز الله به الإسلام ، فاستوثقت عراه ، وتشامخت ذراه واستحكمت قواه ، ففتح الفتوح ، ومصر الأمصار ، ومهد البلاد ، ودين العباد ومكن له في الأرض ، فأذل الله به الكافرين ، وأعز به المؤمنين ، وأغنى الفقير ، وجبر الكسير ، وانقمع النفاق ، وارتفع الشقاق ، ثم قبضه الله إليه شهيدا حميدا مفقودا - رضي الله عنه - .
واستخلف عثمان - رضي الله عنه - ثم كان الرهط الأخيار الستة المتشاورون
عثمان ،
وعلي ،
وطلحة ،
والزبير ،
وسعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن ، فاختاروا بعد تشاورهم وحسن نظرهم لا يألون الله والمؤمنين نصيحة ، ولا يخونون الرعية ،
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه - لتكامل الخصال الشريفة والسوابق الجميلة فيه مع معرفتهم بعلمه وحلمه ، ورأفته بالمسلمين ، لا اختلاف بينهم فيه ، ولا تنازع ، ولا طعن في ذلك طاعن ، مسرعين إلى بيعته ، واثقين بعدله ، لم
[ ص: 423 ] يختلف عنه من تخلف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، ولا تسخط ذلك من
[ ص: 424 ] تسخط
عمر ، مجمعين له بالرضا والمحبة ، ففتح الله له أقاصي الأرض ، ومكن له فيها ، يحكم بالعدل ، ويأمر بالحق ، ويقفو آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه ، وسلك سبيلهم ، ويحتذي حذوهم ، حتى أكرمه الله بالشهادة التي شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها في كل موطن أخبر الناس أنه وأصحابه على الحق
[ ص: 425 ] عند ظهور الفتن واختلاف الناس فيها - رضي الله عنه - .
ثم
استخلف nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وذلك بعد اتفاق المسلمين وفيهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان أولو الأمر والنهي منهم أربعة الذين ليس لهم نظير في الأمة لهم في الهجرة ، والسابقة ، والنصرة ، والغناء في الإسلام مع تقديم الأمة في أمر دينهم ودنياهم ، ولا تنازع بين الأمة في ذلك ولا اختلاف ، وهم بقية العشرة الذين شهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وقبض رسول الله وهو عنهم راض ، أهل بيعة الرضوان ، وأصحاب
بدر وأحد وحراء ، وهم : علي بن أبي طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة بن عبيد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ، وسعد بن مالك - رحمة الله عليهم - ، فلم يختلفوا أن
عليا أعلى الأمة ذكرا ، وأرفعهم قدرا ، وأجلهم خطوا ، وأوسعهم علما ،
[ ص: 426 ] وأعظمهم حلما ، وأفضلهم منزلة في الإسلام ، وهجرته ونصرته وسوابقه وحسن بلائه ، وعظيم غنائه ، وتقدمه في الفضل والشرف ، وفي كل مشهد كريم ومقام عظيم يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، ويحبه المؤمنون ، ويبغضه المنافقون ، شهد له بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لا يقصر عن كل خطة رفيعة ومقام جليل ، لا ينقصه تقدم من تقدمه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل رفعته معرفته بفضل من قدمه على نفسه ، إذ كان ذلك موجودا فيمن هو أفضل منه قال الله تعالى :
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من [ ص: 427 ] كلم الله ورفع بعضهم درجات . . . الآية ، ولم يكن فضل بعضهم على بعض بالذي يضع من دونه ،
وكل الرسل صفوة الله وخيرته من خلقه وبريته ، - عليهم السلام - .
فولي علي أمر المسلمين بعد إجماعهم عليه ، ورضاهم به ، فلم يختلف أحد من أهل العلم في علمه وعدله وزهده وحسن سيرته ، وأنه لم يعد سيرة أصحابه ، ولا حكم بغير حكمهم ، حتى قبضه الله إليه شهيدا ، - رحمه الله - من إمام هاد مهتد عالم مقسط ، رحمة الله عليه ورضوانه ، وأحيانا الله على اتباعهم ، والاهتداء بهديهم ، والاقتفاء لآثارهم ، والمحبة لهم ، والسلامة من خصوماتهم وتبعتهم ، إنه رحيم ودود فعال لما يريد .
[ ص: 428 ]