جواب عن سؤال مقدر تقريره أن يقال : إذا لم يدل الحديث على اشتراطها في المقاصد للصحة فما الدليل على اشتراط النية فيها ؟ فأجاب بقوله وإنما اشترطت .
إلى آخره .
واعلم أن الأقوال تحتاج إلى النية في ثلاثة مواطن : أحدها التقرب إلى الله تعالى فرارا من الرياء ، الثاني التمييز بين الألفاظ المحتملة لغير المقصود ، والثالث قصد الإنشاء ليخرج سبق اللسان .
يعني في غير الأيمان والطلاق . ( 20 )
قوله : أوجه إلى آخره .
قيل لأن عطف الخاص على العام لزيادة التأكيد والاهتمام جائز واقع مع أن ظاهر اللفظ ; أعني العبادة إنما تطلق على العمل لا العلم ( انتهى ) .
وفيه تأمل . [ ص: 59 ] قوله : لأن العبادة إلى آخره .
أقول فيه نظر من وجوه : أما أولا فلأن قوله والثاني أوجه يقتضي صحة الاستدلال بالآية على شرطية النية لصحة العبادات .
وقوله في تعليل الأوجه لأن العبادة فيها بمعنى التوحيد يقتضي عدم الصحة .
وأما ثانيا فلأنه على تسليم بقاء العبادة على معناها الحقيقي لا يصح الاستدلال أيضا ; لأنه حينئذ يكون المخلصين بمعنى الناوين ، ونوى يتعدى بنفسه لا بحرف الجر .
إلا أن يقال اللام للتعليل وليس متعدية . وأما ثالثا فلأنه ليس في الآية ( أمروا ) الأمر الذي أمروا به في كتبهم كما صرح به البيضاوي .
على أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه فتأمل