الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
فائدة : ذكر البزازي في المناقب عن الإمام البخاري : الرجل لا يصير محدثا كاملا إلا أن يكسب أربعا مع أربع ، كأربع مع أربع ، في أربع عند أربع ، بأربع على أربع ، عن أربع لأربع ، وهذه الرباعيات لا تتم إلا بأربع مع أربع ، فإذا تمت له كلها هانت عليه أربع وابتلي بأربع ، فإذا صبر أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع وأثابه في الآخرة بأربع .

أما الأولى فأخبار الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وشرائعه ، وأخبار الصحابة ومقاديرهم ، والتابعين وأحوالهم ، وسائر العلماء وتواريخهم .

مع أربع : أسماء رجالهم وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم .

كأربع : التحميد مع الخطب ، والدعاء مع الترسل ، والتسمية مع السورة ، والتكبير مع الصلوات .

مع أربع : المسندات والمرسلات والموقوفات والمقطوعات .

في أربع : في صغره ، في إدراكه ، في شبابه ، في كهولته .

عند أربع : عند شغله ، عند فراغه ، عند فقره ، عند [ ص: 127 ] غناه .

بأربع : بالجبال ، بالبحار ، بالبراري ، بالبلدان .

على أربع : على الحجارة ، على الأخزاف ، على الجلود ، على الأكتاف إلى الوقت الذي يمكن نقلها إلى الأوراق .

عن أربع : عمن هو فوقه ، ودونه ، ومثله ، وعن كتاب أبيه إذا علم أنه خطه .

لأربع : لوجه الله تعالى ، ورضاه وللعمل به إن وافق كتاب الله تعالى ، ولنشرها بين طالبيها ، ولإحياء ذكره بعد موته .

ثم لا تتم له هذه الأشياء إلا بأربع من كسب العبد وهي : معرفة الكتابة واللغة والصرف والنحو .

من أربع من عطاء الله تعالى : الصحة والقدرة والحرص والحفظ .

فإذا تمت له هذه الأشياء هانت عليه أربع : الأهل والولد والمال والوطن .

وابتلي بأربع : بشماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهال وحسد العلماء .

فإذا صبر أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع : بعز القناعة وهيبة النفس ولذة العلم وحياة الأبد .

وأثابه في الآخرة بأربع : بالشفاعة لمن أراد من إخوانه بظل العرش حيث لا ظل إلا ظله والشرب من الكوثر وجوار النبيين في أعلى عليين .

فإن لم يطق احتمال هذه المشاق فعليه بالفقه الذي يمكنه تعلمه وهو في بيته قار ساكن لا يحتاج إلى بعد أسفار ووطء ديار وركوب بحار ، وهو مع ذلك ثمرة الحديث ، وليس ثواب الفقيه وعزه أقل من ثواب المحدث وعزه ( انتهى ) .

فائدة : قال في آخر المصفى : إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفينا في الفروع ، يجب علينا أن نجيب بأن مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأ يحتمل [ ص: 128 ] الصواب ; لأنك لو قطعت القول لما صح قولنا إن المجتهد يخطئ ويصيب .

وإذا سئلنا عن معتقدنا ومعتقد خصومنا في العقائد يجب علينا أن نقول : الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا .

هكذا نقل عن المشايخ رحمهم الله تعالى ( انتهى ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية