فائدة : قال بعض المشايخ : العلوم ثلاثة : علم نضج وما احترق ; وهو
21 - علم النحو ، وعلم الأصول . [ ص: 130 ] وعلم لا نضج ولا احترق ; وهو علم البيان والتفسير .
23 - وعلم نضج واحترق ; وهو علم الفقه والحديث .
( 21 ) قوله : علم النحو والأصول . قال بعض الفضلاء : لأنهما وإن دونت قواعدهما وحررت . لكن لم أقف على ما استنبط منهما من الفروع على غاية بل اختلف أئمتهما فيهما . فيظهر ذلك لمن تأمل في كتب الأصول والأعاريب . [ ص: 130 ] قوله : وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير . قال بعض الفضلاء : أما علم البيان فإنه يرجع إلى الذوق فلا غاية له لاختلاف الناس فيه . وأما علم التفسير فلأنه لا غاية له يوقف عليها ، ومن أمعن النظر فيه ظهر له ذلك إذ موضوعه فهم مراد الله تعالى من حيث المعاني ووجوه الإعجاز وموقع المناسبات وغير ذلك مما لا يحيط به إلا علام الغيوب ، فكيف يوقف له على غاية ؟ بل إنما يعطى الشخص من ذلك بحسب الإلهام الإلهي وهو لا يقف عند غاية بحيث لا يتعدى إلى غيرها ، ومن وقف على كتب التفسير وتأملها ظهر له ذلك . ( 23 ) قوله : وعلم نضج واحترق وهو علم الفقه والحديث . قال : بعض الفضلاء : فإنهما بلغا نهاية المقصود منهما وهو بيان الحلال والحرام مع ما يعتبر لهما شرعا من الكتاب والسنة .