[ ص: 219 ] الفن الخامس من الأشباه والنظائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي يعلم دقائق الأمور من غير التباس ، ويحكم بمقتضى علمه ، وإن جهل الناس ، والصلاة والسلام على أفضل من اعتمد عليه وفوض الأمور كلها إليه ، وبعد فهذا هو النوع الخامس من الأشباه والنظائر ، وهو فن الحيل جمع حيلة ، وهي الحذق في تدبير الأمور ، وهي تقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود ، وأصلها الواو ، واحتال طلب الحيلة . كذا في المصباح . واختلف مشايخنا رحمهم الله تعالى في التعبير عن ذلك ; فاختار كثير التعبير بكتاب الحيل . واختار كثير كتاب المخارج واختاره في الملتقط وقال أبو سليمان : كذبوا على محمد رحمه الله تعالى ليس له كتاب الحيل ،
1 - وإنما هو الهرب من الحرام والتخلص منه حسن
[ ص: 219 ] قوله : وإنما هو الهرب من الحرام والتخلص منه حسن . قال في التتارخانية مذهب علمائنا أن كل حيلة يحتال بها الرجل لإبطال حق الغير أو لإدخال شبهة فيه فهي مكروهة ، يعني تحريما . وفي العيون وجامع الفتاوى لا يسعه ذلك وكل حيلة يحتال بها الرجل ليتخلص بها عن حرام أو ليتوصل بها إلى حلال فهي حسنة وهو معنى ما نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي لا بأس بالحيلة فيما يحل .