6 - ذكر ما بدأ الله عز وجل من الآيات الواضحة الدالة على وحدانيته
قال الله ، عز وجل : (
لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس )
وقال تعالى : (
خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون )
وقال تعالى : (
خلق الله السماوات والأرض بالحق )
وقال تعالى : (
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين )
وقال تعالى : (
أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ) الآية .
1 - 19 - أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن معروف الصفار الأصبهاني [ ص: 105 ] قال : حدثنا
الحسن بن علي بن بحر ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15925زكريا بن عدي ، قال : حدثنا
عبيد الله بن عمر الرقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال : قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ، وقد وقع ذلك في صدري ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أتكذيب ؟ قال : لا ، ولكن اختلاف قال فهلم ما وقع في نفسك من ذلك ، فقال : أسمع الله ، عز وجل ، يقول : (
فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) وقال في آية أخرى : (
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) وقال في آية أخرى : (
أم السماء بناها رفع سمكها فسواها ) الآية ، فبدأ بخلق السماء في هذه الآية قبل خلق الأرض
[ ص: 106 ] وقال في آية أخرى : (
لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) إلى قوله : (
ثم استوى إلى السماء ) فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق السماء ، وقوله : (
ولا يكتمون الله حديثا ) ، وقوله : (
والله ربنا ما كنا مشركين ) ، فقد كتموا في هذه الآية ، وقوله : (
وكان الله عزيزا حكيما ) ، وقوله : (
وكان الله غفورا رحيما ) ، (
وكان الله سميعا بصيرا ) ، فكأنه كان ثم مضى ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هل وقع في نفسك من ذلك ؟ قال : إذا أنبأتني بهذا فحسبي .
قال : أما قوله : ( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) ، فهذا في النفخة الأولى ، ثم ينفخ في الصور (
فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ، فإذا كان في النفخة الأخرى قاموا (
فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون )
وأما قوله : (
ولا يكتمون الله حديثا ) ، وقوله : (
والله ربنا ما كنا مشركين ) . فإن الله تعالى يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ، ولا يتعاظم ذلك عليه أن يغفره ، فلما رأى المشركون ذلك قالوا : إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك فتعالوا حتى نقول : إنما كنا أهل ذنوب ولم نكن أهل شرك ، فسألهم الله عز وجل : (
أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ) قالوا : (
والله ربنا ما كنا مشركين ) وإنما كنا أهل ذنوب ، فقال الله ، عز وجل : أما
[ ص: 107 ] إذ كتمت الإنس فاختموا على أفواههم ، فختم الله ، عز وجل ، على أفواههم ؛ فنطقت أيديهم ، وشهدت أرجلهم بما كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله ، عز وجل ، لا يكتم حديثا ، فذلك قوله تعالى : (
يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا )
وأما قوله : (
السماء بناها رفع سمكها فسواها ) الآية . فإنه خلق الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ، ثم " نزل إلى الأرض " فدحاها ، ودحوها : أن أخرج منها الماء والمرعى ، وشق فيها الأنهار وجعل السبل ، وخلق الجبال والرمال ، والأكام وما بينهما في يومين آخرين ، فذلك قوله ، عز وجل : (
والأرض بعد ذلك دحاها ) وقوله : (
لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ) إلى قوله : (
في أربعة أيام سواء للسائلين ) فخلقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام ، وخلقت السماء في يومين .
وقوله ، عز وجل : (
وكان الله عزيزا حكيما ) ، (
وكان الله غفورا رحيما ) ، (
وكان الله سميعا بصيرا ) ، فإنه ، عز وجل ، نحل نفسه بذلك (أي وصف) ، ولم ينحله أحدا غيره ، وكان : أي لم يزل كذلك ، ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس للسائل : احفظ عني ما حدثتك ، واعلم أن ما اختلف من القرآن أشباه ما حدثتك ، وإن الله - عز وجل - لم ير(د شيئا) إلا وقد أصاب به الذي أراد ، ولكن الناس لا يعلمون فلا يختلف (عليك) القرآن ، فإن
[ ص: 108 ] كلا من عند الله عز وجل .
رواه جماعة عن ( . . . ) ورواه
مطرف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=15941 (زيد بن أبي أنيسة . . . ) .