36 - قال
الواقدي : فحدثني
عبد الله بن عمرو بن زهير الكعبي ، عن
فطير الحراثي ، عن
حزام بن سعيد بن محيصة ، عن
حويصة بن مسعود قال : كنا ويهود فينا كانوا يذكرون نبيا يبعث
بمكة اسمه
أحمد ، ولم يبق من الأنبياء غيره ، وهو في كتبنا ، وما أخذ علينا منه ، وصفته كذا وكذا ، حتى يأتوا على نعته قال : وأنا غلام وما أرى أحفظ ، وما أسمع أعي ، إذ سمعت صياحا من ناحية
بني عبد الأشهل ، فأرى قوما فزعوا وخافوا أن يكون أمر حدث ، ثم خفي الصوت ، ثم عاد فصاح ففهمنا صياحه : يا أهل يثرب ، هذا كوكب
أحمد الذي ولد به . قال : فجعلنا نعجب من ذلك ، ثم أقمنا دهرا طويلا ، ونسينا ذلك ، فهلك قوم ، وحدث آخرون ، وصرت رجلا كبيرا ،
فإذا مثل ذلك الصياح : يا أهل يثرب ، قد خرج أحمد وتنبأ ، وجاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام ، فلم ألبث أن سمعت أن بمكة رجلا خرج يدعي النبوة ، وخرج من خرج من قومنا ، وتأخر من تأخر ، وأسلم فتيان منا أحداث ، ولم يقض لي أن أسلم ، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة .