554 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14687سليمان بن أحمد قال ثنا
محمد بن عبدة المصيصي قال ثنا
صبيح بن عبد الله الفرغاني قال ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16378عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ ، أطيب من المسك الأذفر ، وكان أحسن الناس وجها ، وأنورهم لونا ، لم يصفه واصف قال : بمعنى صفته إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر .
يقول
هند : في أعيننا أحسن من القمر .
القول فيما أوتي يحيى بن زكريا عليه السلام :
فإن قيل : إن
يحيى أوتي الحكم صبيا ، وكان يبكي من غير ذنب ، وكان يواصل الصوم .
[ ص: 608 ]
قلنا : قد أعطي
محمد أفضل من هذا ، لأن
يحيى لم يكن في عصر الأوثان والأصنام والجاهلية ،
ومحمد صلى الله عليه وسلم كان في عصر أوثان وجاهلية ، فأوتي الفهم والحكم صبيا بين عبدة الأوثان ، وحزب الشيطان ، فما رغب لهم في صنم قط ، ولا شهد معهم عيدا ، ولم يسمع منه قط كذب ، وكانوا يعدونه صدوقا ، أمينا ، حليما ، رؤوفا ، رحيما . وكان يواصل الأسبوع صوما فيقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=689393 " إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني " وكان صلى الله عليه وسلم يبكي حتى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء .
فإن قيل : فقد أثنى الله على
يحيى فقال
وسيدا وحصورا والحصور : الذي لا يأتي النساء .
قلنا : إن
يحيى كان نبيا ولم يكن مبعوثا إلى قومه ، وكان منفردا بمراعاة شأنه ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى كافة الناس ليقودهم ويحوشهم إلى الله عز وجل قولا وفعلا ، فأظهر الله تعالى به الأحوال المختلفة ، والمقامات العالية المتفاوتة ، في متصرفاته ليقتدي كل الخلق بأفعاله وأوصافه ، فاقتدى به الصديقون في جلالتهم ، والشهداء في مراتبهم ، والصالحون في اختلاف أحوالهم ، ليأخذ العالي والداني والمتوسط والمكين من فعاله قسطا وحظا ، إذ النكاح من أعظم حظوظ النفس وأبلغ الشهوات ، فأمر بالنكاح ، وحث عليه لما جبل الله عليه النفوس ، وأباح ذلك لهم ليتحصنوا به من السفاح ، فشاركوه صلى الله عليه وسلم في ظاهره ، وشملهم الاسم معه ، وانفرد عن مساواته معهم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=673677 " تزوجوا فإني مكاثر بكم [ ص: 609 ] الأمم " فإن غلب عليه وعلى قلبه ما أفرده الحق به من قوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=670140 " وجعلت قرة عيني في الصلاة " تلطف عليه السلام في مرضاته
فقال nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : ائذني لي أتعبد في هذه الليلة ، فقالت : إني لأحب قربك وأحب هواك ، فقام إلى الصلاة إلى الصباح راكعا وساجدا وباكيا ، وربما خرج إلى البقيع فتعبد فيها ، ويزور أهلها ، وربما قام ليلة بآية إلى الصباح يرددها كالمناجي
إن تعذبهم فإنهم عبادك فكانت نسبته عن أحكام البشرية وداعي النفس ممحوة عند انشقاق صدره لما حشوه بالإيمان والحكمة ، الذي وزن به أمته ، فرجح بهم ، هذا مع ما أنزل الله من السكينة عليه وعلى قلبه صلى الله عليه وسلم .
القول فيما أوتي عيسى عليه السلام :
كل فضيلة أوتي
عيسى عليه السلام فقد أوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم وإنها لم ينكرها المتدبر ، مع ما أطلعه الله عليه ، خصوصا من الغيوب التي لم يطلع عليها غيره ومن الفتن الكائنات التي لم يخبر بها سواه من المرسلين .
فإن قيل : إن
عيسى خص بأن أرسل الروح الأمين إلى أمه فتمثل لها بشرا سويا وقال
إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا إلى آخر الآيات ، وأشارت إليه فنطق في المهد
قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا فكان آية للعالمين ، ومثلا في الآخرين ولم يذكر لأحد من الأنبياء شيء مثله .
فالقول في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطي ضروبا من هذه الآيات وأمثالها الدالة على مولده ، وبشرت به آمنة ، وما ظهر لها من الآيات عند وضعها :
[ ص: 610 ]