بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على
محمد وآله وسلم
مقدمة المصنف
قال : الحمد لله رب العالمين شكرا لنعمته ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بربوبيته ووحدانيته ، والصلاة على رسوله
محمد وآله أما بعد . . فإن الله تبارك وتعالى سهل علي تصنيف كتاب مختصر ، في بيان ما يجب على العاقل البالغ اعتقاده والاعتراف به في الأصول ، منور بذكر أطراف أدلته من كتاب الله تعالى ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن إجماع السلف ودلائل النقول ، ثم إني استخرت الله تعالى في إردافه بتصنيف كتاب يشتمل على بيان ما ينبغي أن يكون مذهبه بعد ما صح اعتقاده في العبادات ، والمعاملات ، والمناكحات ، والحدود ، والسير ، والحكومات ؛ ليكون بتوفيق الله عز وجل لكتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متبعا ، وبالصالحين من عباده مقتديا ، ولله جل ثناؤه فيما فرض عليه ، وندب إليه - نصا أو دلالة - مطيعا ، وعما زجر عنه منزجرا . ونكون في حالتي التوفيق والتقصير ممن يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه ، وأي عبد عبده حق قدره أو قام فيما تعبده به بواجب أمره .
والله تعالى بجزيل إنعامه يعيننا على حسن عبادته ، وبعظمته وسعة رحمته يتجاوز عنا ما قصرنا فيه من طاعته ، ويوفقني لإتمام ما نويته من بيان
مذهب أهل السنة والجماعة في استعمال الشريعة على طريق الاختصار ، ويعينني والناظرين فيه للاستشعار به ، والاقتداء في جميع ذلك بأهل الرشد والهداية ، ويحسن عاقبتنا في أمور الدنيا والآخرة ، إنه قريب مجيب ، وبعباده رؤوف رحيم .
* * *
[ ص: 8 ] [ ص: 9 ]