صفحة جزء
15 - باب البكاء على الميت

1145 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا عمرو بن سواد ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن الحارث بن المعلى الأنصاري ، عن عبد الله بن عمر أنه قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له ؛ فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غشيته ، فقال : " أقد قضي ؟ " قالوا : لا يا رسول الله ! فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا ، فقال : " ألا تسمعون أن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا ؟ - وأشار إلى لسانه - أو يرحم ؟ " .

[ ص: 35 ] 1146 - وروينا في حديث أنس بن مالك في قصة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فرأيته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكيد بنفسه ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون " .

1147 - وفي حديث أسامة بن زيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ابنة ابنته حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم بها ونفسها تتقعقع : " لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى " ، وبكى ثم قال : " إنما هي رحمة جعلها الله ( عز وجل ) في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " .

1148 - وفي حديث أنس قال : " نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرا ، وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وعيناه تذرفان " .

1149 - وأما الحديث الذي روي عن عمر بن الخطاب ، وابن عمرو ، والمغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن الميت يعذب ببكاء الحي " ، ببكاء الحي ، وفي بعض الروايات : " بما نيح عليه " . [فقد ] :

1150 - فقد أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه أن عبد الله بن عمر لما مات رافع بن خديج قال لهم : لا تبكوا عليه فإن بكاء الحي عذاب للميت .

[ ص: 36 ]

1151 - فقال عن عمرة : فسألت عائشة عن ذلك ، فقالت : يرحمه الله ، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهودية وأهلها يبكون : " إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها " .

1151 - وبلغنا عن المزني أنه حكى عمن مضى أن ذلك فيمن أوصى بالنياحة . وبلغنا عن غيره : " أن أهل الميت لو صبروا واحتسبوا لعله لم يؤخذ بما ارتكب من الجرائم بتركه استرجاعهم وأحسابهم ودعاءهم ، فحين لم يستغلبوا بذلك وبكوا وناحوا حرم الميت تلك البركة ، فأخذ بذنوب نفسه لا بما اجترموا من النياحة " ، والله أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية