المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
169 - وأخذ الشافعي عن مسلم بن خالد الزنجي وعبد المجيد بن عبد العزير بن أبي رواد ، وعبد الله بن الحارث المخزومي ، مما انتهى إلى عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج من علم عطاء بن أبي رباح ، وطاوس ، ومجاهد ، وغيرهم من فقهاء المكيين ، ثم مما انتهى إليه من علم المدنيين ، وأخذ من فضيل بن عياض مما انتهى إليه من علم منصور بن المعتمر وغيره من الكوفيين ، وعن سعيد بن سالم القداح مما انتهى إليه من علم ابن جريج وغيره من الحجازيين ، ثم من علم سفيان بن سعيد الثوري ، وغيره من الكوفيين ، وأخذ من أهل الشام عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي ، ويحيى بن حسان وغيرهما مما انتهى إليهم من علم الأوزاعي ، والليث بن سعد ، وكان يتأسف على ما فاته من رواية الليث ، وأخذ من أهل اليمن ، عن هشام بن يوسف الصنعاني وغيره مما انتهى إليهم من علم معمر بن راشد صاحب الزهري ، ويحيى بن أبي كثير اليمامي وغيره ، وأخذ من أهل البصرة ، عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية وغيرهما مما انتهى إليهم من علم أيوب السختياني ، ويونس بن عبيد ، وخالد بن مهران الحذاء ، وغيرهم من أصحاب الحسن وابن سيرين وأبي قلابة وغيرهم من فقهاء البصرة مع من أدركا [ ص: 172 ] من التابعين ، ثم عن أصحاب عبد الله بن عون ، وهشام بن حسان صاحبي الحسن ، وغيره من البصريين ، ثم عن عمرو بن الهيثم أبي قطن وغيره من أصحاب شعبة بن الحجاج ، ثم عن أصحاب سعيد بن أبي عروبة ، وحماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وأبي عوانة ، وهشيم بن بشير الواسطي وغيرهم من العراقيين ، وأخذ من أهل الكوفة عن مروان بن معاوية الفزاري ، ووكيع بن الجراح ، وغيرهما من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وسفيان الثوري ، وغيرهم .

170 - وأخذ عن جماعة من أهل الحجاز والعراق عن هشام بن عروة بن الزبير ، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخذ عن عبد الله بن المبارك الخراساني ، ثم عن داود بن عبد الرحمن العطار عنه ، ثم أخذ عن أصحاب عبيد الله بن عمرو الرقي من أهل الجزيرة ، وأخذ عن محمد بن الحسن الشيباني من مذهبه ومذهب صاحبه ما احتاج إليه حتى وقف عليه ، وعلى ما احتجا به ، ثم ناظره فيما كان يرى خلافه فيه ، وكان يقول : ما كلمت أسود الرأس أعقل من محمد بن الحسن .

171 - وكان محمد بن الحسن يعظمه ويبجله ورجع إلى قوله في مسائل معدودة .

172 - وكان من مضى من علماء أهل المدينة لا يعرفون مذاهب أهل الكوفة ، وأن أهل الكوفة يعرفون مذاهب أهل المدينة ، فكانوا إذا التقوا ، وتكلموا ربما انقطع المدني فكتب الشافعي مذاهبهم ودلائلهم ، ثم لم يخالفهم إلا فيما قويت حجته عنده ، وضعفت حجة الكوفيين فيه وكان يكلم محمد بن الحسن وغيره على سبيل النصيحة ، وكان يقول : ما ناظرت أحدا قط ، فأحببت أن يخطئ ، وكان يقول : ما كلمت أحدا قط إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه .

التالي السابق


الخدمات العلمية