المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
316 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أبنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن الخراساني العدل ببغداد ، ثنا أبو قلابة الرقاشي ، ثنا أبو زيد صاحب الهروي ، ثنا قرة [ ص: 236 ] بن خالد ، عن أبي جمرة الضبعي نصر بن عمران قال : قلت لابن عباس : إن لي جرة نبيذ لي فيها نبيذ حلو فإن شربت منه فأطلت مجالسة القوم خشيت أن أفتضح ، فقال ابن عباس : جاء وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " مرحبا بالوفد غير الخزايا ولا الندامى " قالوا : يا رسول الله إن بيننا وبينك كفار مضر ، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام ، فمرنا بأمر إذا عملناه دخلنا الجنة وندعو إليه من وراءنا ، قال : فقال : " آمركم بالإيمان ، تدرون ما الإيمان ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وتقيموا الصلاة ، وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان ، وتحجوا البيت ، وأحسبه قال : وتؤدوا الخمس من المغانم ، وأنهاكم عن أربع : عن الجر ، والدباء ، والنقير والمزفت " .

أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث قرة بن خالد .

317 - وإنما وقع النهي عن الأوعية لما يسرع فيها الفساد إلى ما ينتبذ بها ، ثم رخص في الأوعية ، وبقي تحريم المسكر من الأشربة كما بيناه في كتاب الأشربة ، والمقصود من هذا الخبر ههنا أنه سمى كلمة الشهادة ، وما بعدها في هذا الخبر إيمانا ، وسماها في الخبر الذي قبله إسلاما ، وفي ذلك دلالة على أن الإيمان والإسلام عبارتان عن الدين الذي أمرنا به ، وأن شرائع الإسلام تسمى إيمانا ، وتسمى إسلاما ، وبه كان يقول صاحبنا الشافعي رضي الله عنه ، وأقرانه من الفقهاء رضي الله عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية