المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
834 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أبنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو صالح وابن بكير قالا ثنا الليث ، ثنا عقيل .

(ح ) وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أبنا أبو بكر بن داسة ، ثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب ، ثنا الليث عن عقيل ، عن ابن شهاب أن أبا إدريس عائذ الله الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة ، - وكان من أصحاب معاذ بن جبل - أخبره أن معاذا كان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال حين يجلس : لله حكم قسط هلك المرتابون . فقال معاذ بن جبل يوما : إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن ، حتى يأخذه المؤمن والمنافق ، والرجل والمرأة والصغير والكبير ، والعبد والحر ، فيوشك قائل يقول : ما للناس لا يتبعوني ، وقد قرأت القرآن ، وما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره ، فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة ، وأحذركم زيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول المنافق كلمة الحق . قال : قلت لمعاذ : وما يدريني رحمك الله إن الحكيم قد يقول المنافق كلمة الضلالة ، وإن المنافق يقول كلمة الحق ؟ ! قال : بلى ، اجتنب من كلام الحكيم ، المستهترات التي يقال ما هذه ، ولا يثنينك ذلك عنه ، فإنه لعله يراجع ويلقي الحق ، إذا سمعه ، فإنه على الحق نورا .

قال أبو داود : قال معمر عن الزهري في هذا : " ولا ينيئك " ذلك عنه مكان " يثنينك " .

وقال صلاح بن كيسان : في هذا المشتبهات مكان المستهترات ، وقال : لا يثنينك كما قال عقيل ، وقال ابن إسحاق عن الزهري : قال : بل ما تشابه عليك من قول الحكيم حتى يقال ما أراد بهذه الكلمة .

[ ص: 445 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية