صفحة جزء
1449 - ومن فصل لابن المقفع في " اليتيمة " [قال ] :

[ ص: 779 ] " ولعمري إن لقولهم : ليس الدين خصومة أصلا يثبت ، وصدقوا ، ما لدين بخصومة ، ولو كان خصومة لكان موكولا إلى الناس [يثبتونه ] بآرائهم وظنهم ، وكل موكول إلى الناس رهينة ضياع ، وما ينقم على أهل البدع إلا أنهم اتخذوا الدين رأيا ، وليس الرأي ثقة ولا حتما ، ولم [يجاوز ] الرأي منزلة الشك والظن إلا قريبا ، ولم يبلغ أن يكون يقينا ولا ثبتا ، ولستم سامعين أحدا يقول لأمر قد استيقنه وعلمه : أرى أنه كذا وكذا ، فلا أحد أشد استخفافا بدينه [ممن ] اتخذ رأيه ورأي الرجال دينا مفروضا " .

1450 - قال أبو عمر : إلى هذا المعنى - والله أعلم - أشار مصعب الزبيري في قوله :


فأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقيني



وهي أبيات كثيرة أنشدها مصعب ، ثم ذكر ابن أبي خيثمة أنه شعره ، وسنذكر الأبيات بتمامها في باب : ما تكره فيه المناظرة والجدال . في هذا الكتاب إن شاء الله ، ولا أعلم بين متقدمي هذه الأمة وسلفها خلافا أن الرأي ليس بعلم حقيقة ، وأفضل ما روي عنهم في الرأي أنهم قالوا :

التالي السابق


الخدمات العلمية