الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

صفحة جزء
1103 - أنا الحسن بن أبي طالب ، نا محمد بن بكران ، نا محمد بن مخلد ، نا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي ، نا سعيد بن عفير قال : " سألت مالك بن أنس عن الحديث يحدث به على المعنى فقال : " إذا كان حديث رسول الله فحدث به كما سمعته ، وإذا كان حديث غيره وأصبت المعنى فلا بأس " .

* قال أبو بكر : ورواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث غيره على المعنى جائزة عندنا إذا كان الراوي عالما بمعنى الكلام وموضوعه ، بصيرا بلغات العرب ووجوه خطابها ، عارفا بالفقه واختلاف الأحكام ، مميزا لما يحيل المعنى وما لا يحيله ، وكان المعنى أيضا ظاهرا معلوما ، وأما إذا كان غامضا محتملا ، فإنه لا يجوز رواية الحديث على المعنى ، ويلزم إيراد اللفظ بعينه وسياقه على وجهه ، وقد كان في الصحابة - رضوان الله عليهم - من يتبع روايته الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول : " أو نحوه " " أو شكله " " أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والصحابة ، أرباب اللسان وأعلم الخلق بمعاني الكلام ، ولم يكونوا يقولون ذلك إلا تخوفا من الزلل ، لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية