الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

صفحة جزء
إملاء فضائل الصحابة ومناقبهم والنشر لمحاسن أعمالهم وسوابقهم

* إن الله تعالى اختار لنبيه أعوانا جعلهم أفضل الخلق ، وأقواهم إيمانا ، وشد بهم أزر الدين ، وأظهر بهم كلمة المؤمنين ، وأوجب لهم الثواب الجزيل ، وألزم أهل الملة ذكرهم بالجميل .

* فخالفت الرافضة أمر الله فيهم ، وعمدت لمحو مآثرهم ومساعيهم ، وأظهرت البراءة منهم ، وتدينت بالسب لهم ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) ، كما رام ذلك المتقدمون من أشباههم ( والله متم نوره ولو كره الكافرون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .

* فلزم الناقلين للأخبار ، والمشخصصين بحمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام ، وإظهار منزلتهم ، ومحلهم من الإسلام عند ظهور هذا الأمر العظيم ، والخطب الجسيم ، واستعلاء الحائدين عن سلوك الطريق المستقيم ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ) . [ ص: 118 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية