صفحة جزء
588 - وأنا القاضي أبو عمر الهاشمي ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي ، نا أبو داود ، نا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله التيمي ، عن نافع ، مولى أبي قتادة الأنصاري ، عن أبي قتادة ، أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم ، فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه قال : فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا ، فسألهم رمحه فأبوا ، فأخذه ثم شد على الحمار فقتله ، فأكل منه بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بعضهم ، فلما أدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن ذلك ، فقال : " إنما هي طعمة أطعمكموها الله عز وجل " .

وليس يخالف أحد هذين الحديثين الآخر ، أما الأول فعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الحمار صيد من أجله ، وأهدي إليه ، وليس للمحرم ذبح حمار وحشي حي فلذلك رده .

وأما الحديث الثاني ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحاب أبي قتادة أن يأكلوا مما صاده وهو رفيقهم لعلمه أنه لم يصده لهم ، ولا بأمرهم فحل لهم أكله .

وقد روي عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص في هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية