صفحة جزء
186 - قال : وحدثنا أحمد ، ثنا عبد الله بن أسماء ، ثنا مهدي بن ميمون ، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - ، قال : أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه ، فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس ، وكان أحب ما يستتر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته هدف ، أو حائش نخل ، فدخل حائطا لرجل من الأنصار ، فإذا فيه جمل ، فلما رأى النبي الله - صلى الله عليه وسلم - جزع ، وذرفت عيناه ، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فمسح سراته إلى سنامه ، وذمراه ، فسكن ، فقال : من رب هذا الجمل ؟ لمن هذا الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار ، فقال : هو لي يا رسول الله ، قال : فقال : ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياه ، فإنه يشكو إلي أنك تجيعه ، وتدئبه ، وفي غير هذه الرواية : خر بدل قوله : جزع .

قال الإمام - رحمه الله - : قوله يرعدان ، ويبرقان ، يقال : أرعد ، وأبرق إذا تهدد ، والجران : مقدم العنق ، والقطم : الهائج ، ونضحنا عليه أي : سقينا عليه الماء ، وكذلك سنينا ، والسانية : الناقة التي يستقى عليها ، والناد : اسم الفاعل من قولك ند إذا نفر ، وتوحش ، والسماطان : صفان من الناس ، وقوله : إما لا ، لا حرف ، وهي ممالة ، والمعنى : إلا تفعلوا هذا ، فأحسنوا إليه : يعني إلا تبيعوه ، فأحسنوا إليه ، والهدف : جدار مرتفع ، وحائش نخل : جماعة نخل ، والسراة : الظهر ، وذمراه : جانب عنقه ، وتدئبه : يقال : دأب يدأب إذا أدام العمل ، وأدأبه غيره حمله على ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية