فصل:
ومن الزهاد من يرى عمله فيعجبه فلو قيل له أنت من أوتاد الأرض رأى ذلك حقا، ومنهم من يترصد لظهور كرامته ويخيل إليه أنه لو قرب
[ ص: 152 ] من الماء قدر أن يمشي عليه، فإذا عرض له أمر فدعا فلم يجب تذمر في باطنه فكأنه أجير يطلب أجر عمله. ولو رزق الفهم لعلم أنه عبد مملوك والمملوك لا يمن بعمله، ولو نظر إلى توفيقه للعمل لرأى وجوب الشكر فخاف من التقصير فيه، وقد كان ينبغي أن يشغله خوفه على العمل من التقصير فيه عن النظر إليه كماكانت
رابعة تقول: أستغفر الله من قلة صدقي في قولي وقيل لها هل عملت عملا ترين أنه يقبل منك؟ فقالت: إذا كان فمخافتي أن يرد علي.