[فصل]
قال المصنف وقد رتب
أبو طالب المكي للقوم ترتيبات في المطاعم فقال : أستحب للمريد ألا يزيد على رغيفين في يوم وليلة قال : ومن الناس من
[ ص: 204 ] كان يعمل في الأقوات فيقلها : وكان بعضهم يزن قوته بكربة من كرب النخل وهي تجف كل يوم قليلا فينقص من قوته بمقدار ذلك ، فقال : ومنهم من كان يعمل في الأوقات فيأكل كل يوم ثم يتدرج إلى يومين وثلاثة ، قال : والجوع ينقص دم الفؤاد فيبيضه وفي بياضه نوره ، ويذيب شحم الفؤاد وفي ذوبانه رقته ، وفي رقته مفتاح المكاشفة .
قال المصنف رحمه الله تعالى : وقد صنف لهم
أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي كتابا سماه رياضة النفوس قال فيه :
فينبغي للمبتدي في هذا الأمر أن يصوم شهرين متتابعين توبة من الله ثم يفطر فيطعم اليسير ويأكل كسرة كسرة ، ويقطع الأدام والفواكه واللذة ، ومجالسة الإخوان ، والنظر في الكتب ، وهذه كلها أفراح للنفس فيمنع النفس لذتها حتى تمتلئ غما .
قال المصنف : وقد أخرج لهم بعض المتأخرين الأربعينية .
يبقى أحدهم أربعين يوما لا يأكل الخبز ولكنه يشرب الزيوتات ويأكل الفواكه الكثيرة اللذيذة ، فهذه نبذة من ذكر أفعالهم في مطاعمهم يدل مذكورها على مغفلها .