صفحة جزء
[فصل]

: ومنهم من تاب وأطال البكاء عن إطلاق نظره . أخبرنا المحمدان ابن ناصر ، وابن عبد الباقي بإسناد عن عبيد الله . قال سمعت أخي أبا عبد الله محمد بن محمد يقول : سمعت خيرا النساج يقول : كنت مع أمية بن الصامت الصوفي إذ نظر إلى غلام فقرأ ( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ) ثم قال : وأين الفرار من سجن الله وقد حصنه بملائكة غلاظ شداد تبارك الله فما أعظم ما امتحنني به من نظري إلى هذا الغلام ما شبهت نظري إليه إلا بنار وقعت على قصب في يوم ريح فما أبقت ولا تركت ثم قال : أستغفر الله من بلاء جنته عيناي على قلبي . لقد خفت ألا أنجو من معرته ولا أتخلص من إثمه ولو وافيت القيامة بعمل سبعين صديقا . ثم بكى حتى كاد يقضي نحبه فسمعته يقول في بكائه يا طرف لأشغلنك بالبكاء عن النظر إلى البلاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية