تأملت اختبر المدعين بين الموالي وبين العبيد فألفيت أكثرهم كالسراب
يروقك منظره من بعيد فناديت يا قوم من تعبدون
فكل أشار بقدر الوجود فبعض أشار إلى نفسه
وأقسم ما فوقها من مزيد وبعض إلى خرقة رقعت
وبعض إلى ركوة من جلود وآخر يعبد أهواءه
وما عابد للهوى بالرشيد ومجتهد وقته ريه
فإن فات بات بليل عنيد وذو كلف باستماع السما
ع بين البسط وبين النشيد يئن إذا أومضت رنة
ويئن أنينها زئير الأسود يخرق خلقانه عامدا
ليعتاض منها بثوب جديد [ ص: 364 ] ويرمي بهيكله في السعير
لقلع الثريد وبلع العصيد فيا للرجال ألا تعجبون
لشيطان إخواننا ذا المزيد يخبطهم بفنون الجنون
وما للمجانين غير القيود وأقسم ما عرفوا ذا الجلال
وما عرفوه بغير الجحود ولولا الوفاء لأهل الوفاء
سلقتهم بلسان حديد فمالي يطالبني بالوصا
ل من ليس يعلم ما في الصدود أضن بودي ويسخو به
وقد كنت أسخو به للودود ولكن إذا لم أجد صاحبا
يسر صديقي ويشجو الحسود
عطفت بودي مني إليه فغاب نحوسي وآب السعود
فما بال قومي على جهلهم بعز الفريد وأنس الوحيد
إذا أبصروني بكوا رحمة ونيران أحقادهم في وقود
لأني بعدت عن المدعين ولو صدقوا كنت غير البعيد
رأيت قوما عليهم سمة الخير بحمل الركآء مبتهلة
اعتزلوا الناس في جوامعهم سألت عنهم فقيل متكلة
صوفية للقضاء صابرة ساكنة تحت حكمه بزله
فقلت إذ ذاك هؤلاء هم الـ ـناس ومن دون هؤلاء رزله
فلم أزل خادما لهم زمنا حتى تبينت أنهم سفله
إن أكلوا كان أكلهم سرفا أو لبسوا كان شهرة مثله
سل شيخهم والكبير محتبرا عن فرضه لا تخاله عقله
واسأله عن وصف شادن غنج مدلل لا تراه قد جهله
علمهم بينهم إذا جلسوا كعلم راعي الرعاع والرذلة
الوقت والحال والحقيقة وال برهان والعكس عندهم مثله
قد لبسوا الصوف كي يروا صلحا وهم أشرار الذباب والحفلة
وجانبوا الكسب والمعاش لكي يستأصلوا الناس شرها أكله
[ ص: 365 ] وليس من عفة ولا دعة لكن تعجيل راحة العطلة
فقل لمن مال باختداعهم إليهم تب فإنهم بطلة
واستغفر الله من كلامهم ولا تعاود لعشرة الجهلة
أهل التصوف قد مضوا صار التصوف مخرقة
صار التصوف صيحة وتواجدا ومطبقة
كذبتك نفسك ليس ذا سنن الطريق الملحقة
حتى تكون بعين من منه العيون المحدقة
تجري عليك صروفه وهموم سرك مطرقة
زعموا بأنهم صفوا لملكيهم كذبوك ما صافوا ولكن صافوا
شجر الخلاف قلوبهم ويح لها غرضي خلاف الحق لا الصفصاف
أرى جيل التصوف شر جيل فقل لهم وأهون بالحلول
أقال الله حين عشقتموه كلوا أكل البهائم وارقصوا لي