من أنا عند الله حتى إذا أذنبت لا يغفر لي ذنبي
وهذه حماقة عظيمة كأنهم اعتقدوا أنه لا يؤاخذ إلا ضد أو ند ثم ما علموا أنه بالمخالفة قد صاروا في مقام معاند وسمع رحمه الله رجلا يقول من أنا حتى يعاقبني الله فقال له أنت الذي لو أمات الله جميع ابن عقيل [ ص: 379 ] الخلائق وبقيت أنت لكان قوله تعالى: ( يا أيها الناس ) خطابا لك ومنهم من يقول سأتوب وأصلح وكم من ساكن الأمل من أبله فاختطفه الموت قبله وليس من الحزم تعجيل الخطأ وانتظار الصواب وربما لم تتهيأ التوبة وربما لم تصح وربما لم تقبل ثم لو قبلت بقي الحياء من الجنابة أبدا فمرارة خاطر المعصية حتى تذهب أسهل من معاناة التوبة حتى تقبل ومنهم من يتوب ثم ينقض فيلج عليه إبليس بالمكائد لعلمه بضعف عزمه وبإسناد عن أنه قال إذا نظر إليك الشيطان ورآك على غير طاعة الله تعالى فنعاك وإذا رآك مداوما على طاعة الله ملك ورفضك وإذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك. الحسن