صفحة جزء
[فصل]:

وقد ذهب أكثر الفلاسفة إلى أن الله تعالى لا يعلم شيئا، وإنما يعلم نفسه، وقد ثبت أن المخلوق يعلم نفسه، ويعلم خالقه، فقد زادت مرتبة المخلوق على رتبة الخالق.

قال المصنف: وهذا أظهر فضيحة من أن يتكلم عليه، فانظر إلى ما زينه إبليس لهؤلاء الحمقاء مع ادعائهم كمال العقل، وقد خالفهم أبو علي بن سيناء في هذا، فقال: بل يعلم نفسه، ويعلم الأشياء الكلية، ولا يعلم الجزئيات، وتلقف هذا المذهب منهم المعتزلة، وكأنهم استكثروا المعلومات، فالحمد لله الذي جعلنا ممن ينفي عن الله الجهل، والنقص، ونؤمن بقوله: ( ألا يعلم من خلق ) وقوله: ( ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) وذهبوا إلى أن علم الله وقدرته هو ذاته فرارا من أن يثبتوا قديمين، وجوابهم أن يقال: إنما هو قديم موجود واحد موصوف بصفات الكمال.

التالي السابق


الخدمات العلمية