[فصل]:
قال المصنف: وقد
أنكرت الفلاسفة بعث الأجساد، ورد الأرواح إلى الأبدان، ووجود جنة ونار جسمانيين، وزعموا أن تلك أمثلة ضربت لعوام الناس ليفهموا الثواب والعقاب الروحانيين، وزعموا أن النفس تبقى بعد الموت بقاء سرمديا أبدا، إما في لذة لا توصف، وهي الأنفس الكاملة، أو ألم لا يوصف، وهي النفوس المتلوثة، وقد تتفاوت درجات الألم على مقادير الناس، وقد ينمحي عن بعضها الألم، ويزول، فيقال لهم: نحن لا ننكر وجود النفس بعد الموت، ولذلك سمي عودها إعادة، ولا أن لها نعيما وشقاء، ولكن ما المانع من حشر الأجسام، ولم ننكر اللذات، والآلام الجسمانية في الجنة والنار، وقد جاء الشرع بذلك، فنحن نؤمن بالجمع بين السعادتين، وبين الشقاوتين الروحانية، والجسمانية، وأما الحقائق في مقام الأمثال فتحكم بلا دليل، فإن قالوا: الأبدان تنحل وتؤكل وتستحيل، قلنا: القدرة لا يقف بين يديها شيء على أن الإنسان
[ ص: 48 ] إنسان بنفسه، فلو صنع له البدن من تراب غير التراب الذي خلق منه لم يخرج عن كونه هو هو، كما أنه تتبدل أجزاؤه من الصغر إلى الكبر، وبالهزال، والسمن، فإن قالوا: لم يكن البدن بدنا حتى يرقى من حالة إلى حالة إلى أن صار لحما، وعروقا، قلنا: قدرة الله سبحانه وتعالى لا تقف على المفهوم المشاهد. ثم قد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الأجسام تنبت في القبور قبل البعث، وأخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار ، نا
أبو محمد الجوهري ، نا
عمر بن محمد بن الزيات ، ثنا
قاسم بن زكريا المطرز ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12044أبي صالح ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=662261عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بين النفختين أربعون، قالوا: يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، أربعون يوما؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: ثم ينزل الله ماء من السماء، فينبتون كما ينبت البقل قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، منه خلق، ومنه يركب الخلق يوم القيامة". وأخرجاه في الصحيحين.