[ ص: 60 ] [فصل] قال المصنف: وقد حسن إبليس لعنه الله لأقوام عبادة القمر، ولآخرين عبادة النجوم. قال
ابن قتيبة: وكان قوم في الجاهلية عبدوا الشعرى العبور وفتنوا بها، وكان
أبو كبشة الذي كان المشركون ينسبون إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من عبدها. وقال: قطعت السماء عرضا، ولم يقطع السماء عرضا غيرها، وعبدها، وخالف
قريشا، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إلى عبادة الله وترك الأوثان قالوا: هذا ابن أبي كبشة; أي شبهه ومثله في الخلاف كما قالت بنو إسرائيل
لمريم: يا أخت
هارون; أي يا شبيهة
هارون في الصلاح، وهما شعريان: إحداهما هذه، والشعرى الأخرى هي الغميصاء، وهي تقابلها، وبينها المجرة، والغميصاء من الذراع المبسوط في جبهة الأسد، وتلك في الجوزاء.
وزين إبليس لعنه الله لآخرين عبادة الملائكة، وقالوا: هي بنات الله تعالى، تعالى الله عن ذلك، وزين لآخرين عبادة الخيل والبقر. وكان
السامري من قوم يعبدون البقر، فلهذا صاغ عجلا، وجاء في التعبير أن
فرعون كان يعبد تيسا، وليس في هؤلاء من أعمل فكره، ولا استعمل عقله في تدبير ما يفعل. نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة.