[فصل]:
وقد لبس إبليس على أقوام شاهدوا قدرة الخالق سبحانه وتعالى، ثم اعترضت لهم الشبهتان اللتان ذكرناهما، فترددوا في البعث، فقال قائلهم:
[ ص: 78 ] (
ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ) وقال
العاص بن وائل: (
لأوتين مالا وولدا ) وإنما قالوا هذا لموضع شكهم، وقد لبس إبليس عليهم في ذلك، فقالوا: إن كان بعث فنحن على خير; لأن من أنعم علينا في الدنيا بالمال لا يمنعناه في الآخرة.
قال المصنف: وهذا غلط منهم، لأنه لم يجوز أن يكون الإعطاء استدراجا أو عقوبة، والإنسان قد يحمي ولده، ويطلق في الشهوات عبده.