صفحة جزء
22 - أنبأنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي ، أنبأ جدي الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب (الأنباري) أنبأ أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ثنا جعفر بن محمد الخلدي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا عبد السلام (عن) عبيدة (الهجيمي) قال : قال أبو جري جابر بن [ ص: 105 ] سليم : ركبت قعودا لي ، وأتيت (مكة) في طلبه ، فأنخت بباب المسجد فإذا هو جالس صلى الله عليه وسلم ، وهو محتب ببردة لها طرايق حمر ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : وعليك السلام ، قلت : إنا معشر أهل البادية قوم بنا الجفا ، فعلمني كلمات ينفعني الله بهن ، قال : ادن ثلاثا . فقال : أعد علي ، فقلت : إنا معشر أهل البادية قوم بنا الجفا ، فعلمني كلمات ينفعني الله بهن ، (فقال) : اتق الله ، ولا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تصب فضل دلوك في إناء (المستسقي) ، وإذا لقيت أخاك فالقه بوجه منبسط ، وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة ، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك ، فلا تسبه بما تعلم فيه ، فإن الله تعالى يجعل لك أجرا ، ويجعل عليه وزرا ، ولا تسبن شيئا مما خولك الله عز وجل . قال أبو جري : فوالذي ذهب بنفس محمد صلى الله عليه وسلم ما سببت لي شاة ولا بعيرا . فقال رجل : يا رسول الله ، ذكرت (إسبال) الإزار ، وقد يكون بالرجل القرح ، أو الشيء يستحي منه ، قال لا بأس إلى نصف الساق ، أو إلى الكعبين ، إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فيهما ، فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته ، فأمر الأرض فأخذته ، فهو يتجلجل في الأرض . فاحذروا وقائع الله عز وجل " .

[ ص: 106 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية