فيا عجبا ممن يمد يمينه إلى إلفه عند الفراق، فيسرع ضعفت عن التوديع لما رأيته
فصافحته بالقلب، والعين تدمع
الله جارك في انطلاقك تلقاء شامك، أو عراقك
لا تعذلني في مسيري حيث سرت، ولم ألاقك
إني خشيت مواقفا للبين تفسح غرب ماقك
[ ص: 112 ] وعلمت ما يخشى المودع عند ضمك واعتناقك
فتركت ذاك تعمدا وخرجت أهرب من فراقك
أفي كل يوم حية البين تقرع وعيني لبين من ذوي الود تدمع؟
فلا النفس من تهيامها مستفيقة ولا بالذي يأتي به الدهر تقنع
أيا قلب لا تجزع من البين، واصطبر فليس لما يقضى عليك بدافع
توكل على الرحمن إن كنت مؤمنا يجرك، ودعني من نحوس الطوالع
وكل الذي قد قدر الله واقع وما لم يقدره فليس بواقع
نطقت مدامعه بما في قلبه وعن الجواب لسانه لا ينطق
فكأنه مما يقاسي قلبه دنف مريض أو أسير موثق
وكأنما الأشجان في أحشائه لفراق أهل الود نار تحرق
كيف السلو، وهل له من سلوة من بان عن أحبابه يتفرق؟