صفحة جزء
ذكر الزجر عن التحاسد والبغضاء

أنبأنا محمد بن الحسين بن مكرم البزاز بالبصرة، حدثنا عمرو بن علي الفلاس، [ ص: 133 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج ، حدثني عطاء أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها: فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده، ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء ما للحساد في الأحشاء.

وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي :


اعذر حسودك فيما قد خصصت به إن العلى حسن في مثله الحسد     إن يحسدوني فإني لا ألومهم
قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا     فدام لي ولهم ما بي وما بهم
ومات أكثرنا غيظا بما يجد     أنا الذي وجدوني في صدورهم
لا أرتقي صدرا منهم ولا أرد



التالي السابق


الخدمات العلمية