صفحة جزء
أخبرني محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثنا عبد الله بن جعفر الزبيري ، عن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قال أنشدني يونس بن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، لمحمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله :


فلا تعجل على أحد بظلم فإن الظلم مرتعه وخيم     ولا تفحش وإن مليت غيظا
على أحد فإن الفحش لوم     ولا تقطع أخا لك عند ذنب
وإن الذنب يغفره الكريم     ولكن داري عوراه برفق
كما قد يرقع الخلق القديم     ولا تجزع لريب الدهر واصبر
فإن الصبر في العقبى سليم     فما جزع بمغن عنك شيئا
ولا ما فات ترجعه الهموم



قال أبو حاتم رضي الله عنه: لو لم يكن في الغضب خصلة تذم إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له، لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب.

[ ص: 141 ] والغضبان لا يعذره أحد في طلاق ولا عتاق. ومن الفقهاء من عذر السكران في الطلاق والعتاق، والخلق مجبولون على الغضب والحلم معا، فمن غضب وحلم في نفس الغضب; فإن ذلك ليس بمذموم، ما لم يخرجه غضبه إلى المكروه من القول والفعل، على أن مفارقته في الأحوال كلها أحمد.

ولقد أنبأنا عمر بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا مهدي بن سابق عن عطاء قال: قال عبد الملك بن مروان: إذا لم يغضب الرجل لم يحلم; لأن الحليم لا يعرف إلا عند الغضب.

التالي السابق


الخدمات العلمية