صفحة جزء
أنبأنا محمد بن عثمان العقبي ، حدثنا الفيض بن الجهم التميمي ، حدثنا عبد الله بن خبيق، قال: كان يقال: احتمل من دل عليك، واقبل ممن اعتذر إليك.

أنبأنا بكر بن محمد بن الوهاب القزاز بالبصرة، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو بشر، قال: سمعت أبي قال: حدثنا مبارك بن فضالة ، عن حميد الطويل، عن أبي قلابة، قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا، فقل: لعل له عذرا لا أعلمه.

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : لا يجب للمرء أن يعلن عقوبة من لم يعلن ذنبه، ولا يخلو المعتذر في اعتذاره من أحد رجلين: إما أن يكون صادقا في اعتذاره أو كاذبا، فإن كان صادقا فقد استحق العفو؛ لأن شر الناس من لم يقل العثرات، ولا يستر الزلات، وإن كان كاذبا فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب، وريبته، وخضوع الاعتذار وذلته: أن لا يعاقبه على الذنب السالف، [ ص: 185 ] بل يشكر له الإحسان المحدث الذي جاء به في اعتذاره، وليس يعيب المعتذر أن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه.

وأنشدني الأبرش:


هبني أسأت، كما زعمـ ت فأين عاطفة الأخوة؟     أو إن أسأت، كما أسأ
ت فأين فضلك والمروة



وأنشدني علي بن محمد البسامي:


هبني مسيئا كالذي قلت ظالما     فعفو جميل كي يكون لك الفضل
فإن لم أكن للعفو منك - لسوء ما     أتيت به - أهلا فأنت له أهل



وأنشدني ابن زنجي البغدادي:


هبني أسأت، وكان جرمي     مثل جرم أبي لهب
فأنا أتوب كما أسأ     ت، وكم أسأت فلم تتب؟



وأنشدني محمد بن أبي علي، أنشدنا الربعي ، عن الأصمعي:


أتيتك تائبا من كل ذنب     وخير الناس من أخطأ فتابا
أليس الله يستعفى فيعفو     وقد ملك العقوبة والثوابا؟



وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:


عصيت وتبت، كما قد عصى     وتاب إلى ربه آدم
فقل قول يوسف لا تثربا     لكم يغفر الغافر الراحم



التالي السابق


الخدمات العلمية