أنبأنا
محمد بن المهاجر المعدل ، حدثنا
محمد بن عبد الله الجرزي ، عن
حميد بن سنان الخالدي - وكان نديما
لأبي دلف - قال: دخلت على
أبي دلف يوما، وبين يديه كتاب وهو يضحك، فقال: هذا كتاب
عبد الله بن طاهر، وفيه أبيات أحب أن أنشدك إياها، وذلك أني كنت استبطأته في بعض المؤامرات، فكتبت إليه:
[ ص: 186 ] أرى ودكم كالورد ليس بدائم ولا خير فيمن لا يدوم له عهد وودي بكم كالآس حسنا وبهجة
له نضرة تبقى إذا فني الورد
فكتب إلي بهذه الأبيات:
شبهت ودي الورد فهو مشاكلي وهل زهر إلا وسيدها الورد
وشبهت منك الود بالآس في البقا ولم تخلف التشبيه فيك ولم تعد
فودك كالآس المرير مذاقه وليس له في الريح قبل ولا بعد
أخبرنا
عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16747عيسى بن عمر، قال: كان
nindex.php?page=showalam&ids=11822لأبي الأسود الدؤلي صديق، فرأى منه بعض ما يكره، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11822أبو الأسود: رأيت امرءا لم أكن أبله أتاني، فقال: اتخذني خليلا
فخاللته، ثم صافيته فلم ينقص الود منه فتيلا
فراجعته، ثم عاتبته عتابا رفيقا، وقولا جميلا
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا
ألست حقيقا بتوديعه وأتبع ذلك هجرا طويلا؟
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم - رضي الله عنه - :
الاعتذار يذهب الهموم، ويجلي الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصد، والإقلال منه تستغرق فيه الجنايات العظيمة، والذنوب الكثيرة، والإكثار منه يؤدي إلى الاتهام، وسوء الرأي، فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خصلة تحمد إلا نفي التعجب عن النفس في الحال لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الاعتذار عند كل زلة. ولقد أنشدني
الكريزي: فانظر إلي بطرف غير ذي مرض فطال ما صح لي من طرفك النظر [ ص: 187 ]
أدرك بفضلك عظما كنت تجبره واجمع برفقك ما قد كاد ينتشر