صفحة جزء
أخبرنا علي بن سعيد العسكري ، حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثنا محمد بن الحسين ، حدثنا إسماعيل بن زياد قال " قدم علينا عبد العزيز بن سليمان عبادان في بعض قدماته، فأتيناه نسلم عليه، فقال لنا: صفوا للمنعم قلوبكم، يكفكم المؤن عند همكم " ثم قال " لو خدمت مخلوقا فأطلت خدمته، ألم يكن يرعى لخدمتك حرمة؟ فكيف بمن ينعم عليك وأنت مسيء إلى نفسك، تتقلب في نعمه، وتتعرض لغضبه؟ هيهات هيهات، همة البطالين، ليس لهذا خلقتم، ولا بذا أمرتم الكيس الكيس رحمكم الله " وكان يفطر على ماء البحر.

قال أبو حاتم: لن تصفو القلوب من وجود الدرن فيها حتى تكون الهمم في الله هما واحدا، فإذا كان كذلك كفي الهم في الهموم إلا الهم الذي يؤول متعقبه إلى رضا الباري جل وعز، بلزوم تقوى الله في الخلوة والملاء إذ هو أفضل مراد العقلاء في داريهم وأجل مطية الحكماء في حاليهم.

وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي :


عليك بتقوى الله في كل أمره تجد غبه يوم الحساب المطول

[ ص: 33 ]

ألا إن تقوى الله خير مغبة     وأفضل زاد الطاعن المترحل



قال أبو حاتم: قد ذكرت هذا الباب بكماله بالعلل والحكايات في كتاب محجة المبتدئين بما أرجو الغنية للناظر إذا ما تأملها فأغنى ذلك عن تكراره في هذا الكتاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية