صفحة جزء
أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس ، حدثنا أحمد بن سيار ، حدثنا حبيب الجلاب قال: قيل لابن المبارك " ما خير ما أعطي الرجل؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدب حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخ صالح يستشيره، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل ".

أخبرنا محمد بن داود الرازي ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا ابن المبارك قال " سئل عقيل: ما أفضل ما أعطي العبد؟ قال: غريزة عقل، قال: فإن لم يكن؟ قال: فأدب حسن، قال: فإن لم يكن؟ قال فأخ شقيق يستشيره، قال: فإن لم يكن؟ فطول الصمت، قال فإن لم يكن؟ قال: فموت عاجل ".

قال أبو حاتم: العقل نوعان: مطبوع ومسموع، فالمطبوع منهما كالأرض، والمسموع كالبذر والماء. ولا سبيل للعقل المطبوع أن يخلص له عمل محصول دون أن يرد عليه العقل المسموع، فينبهه من رقدته، ويطلقه من مكامنه، يستخرج البذر والماء ما في قعور الأرض من كثرة الربع.

فالعقل الطبيعي من باطن الإنسان بموضع عروق الشجرة من الأرض، والعقل المسموع من ظاهره كتدلي ثمرة الشجرة من فروعها.

أنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:

[ ص: 18 ]

رأيت العقل نوعين فمطبوع ومسموع     ولا ينفع مسموع
إذا لم يك مطبوع     كما لا تنفع الشمس
وضوء العين ممنوع



التالي السابق


الخدمات العلمية