ذكر 
الحث على لزوم التواضع ومجانبة الكبر 
أنبأنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11996أبو خليفة  ، حدثنا 
موسى بن إسماعيل التبوذكي  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن  عن أبيه 
nindex.php?page=hadith&LINKID=661697عن  nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما نقصت صدقة من مال، ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله ". 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم  رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم التواضع ومجانبة التكبر، ولو لم يكن في التواضع خصلة تحمله إلا أن المرء كلما كثر تواضعه ازداد بذلك رفعة لكان الواجب عليه أن لا يتزيا بغيره. 
والتواضع تواضعان: أحدهما محمود، والآخر مذموم. 
والتواضع المحمود: ترك التطاول على عباد الله، والإزراء بهم. 
والتواضع المذموم: هو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه. 
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.
ولقد أنبأنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن عبد الله  ، عن 
عبيد الله بن عدي  أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  قال " إن  
[ ص: 60 ] الرجل إذا تواضع لله رفع الله حكمته، وقال: انتعش نعشك الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس كبير، وإذا تكبر العبد وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض، وقال اخسأ! أخسأك الله، فهو في نفسه كبير، وفي أعين الناس صغير " 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم  رضي الله عنه: التواضع يرفع المرء قدرا، ويعظم له خطرا، ويزيده نبلا. 
والتواضع لله جل وعز على ضربين: 
أحدهما: تواضع العبد لربه عندما يأتي من الطاعات غير معجب بفعله، ولا راء له عنده حالة يوجب بها أسباب الولاية، إلا أن يكون المولى جل وعز هو الذي يتفضل عليه بذلك، وهذا التواضع هو السبب الدافع لنفس العجب عن الطاعات. 
والتواضع الآخر: هو ازدراء المرء نفسه واستحقاره إياها عند ذكره ما قارف من المآثم حتى لا يرى أحدا من العالم إلا ويرى نفسه دونه في الطاعات وفوقه في الجنايات. 
كما أنبأنا 
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي  ببغداد،  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16365عبد الصمد بن عبد الوارث  عن 
عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني  قال: قال أبي " يا بني لو لم أحضر الموسم لرجوت أن يغفر لهم ". 
أنبأنا 
عبد الرحمن بن يحيى بن معاذ البزاز  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار  ، حدثنا 
ابن صميع  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15930زهير بن محمد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد  في قوله ( 
وكانوا لنا خاشعين  ) قال " متواضعين ". 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم  رضي الله عنه: العاقل يلزم مجانبة التكبر، لما فيه من الخصال المذمومة:  
[ ص: 61 ] إحداها: أنه لا يتكبر على أحد حتى يعجب بنفسه، ويرى لها على غيرها الفضل؟ 
والثانية: ازدراؤه بالعالم، لأن من لم يستحقر الناس لم يتكبر عليهم، وكفى بالمستحقر لمن أكرمه الله بالإيمان طغيانا. 
والثالثة: منازعة الله جل وعلا في صفاته، إذ 
الكبرياء والعظمة من صفات الله جل وعلا; فمن نازعه إحداهما ألقاه في النار، إلا أن يتفضل عليه بعفوه. 
ولقد أحسن الذي يقول : 
التيه مفسدة للدين، منقصة للعقل، مهتكة للعرض، فانتبه     لا تشرهن; فإن الذل في الشره 
والعز في الحلم لا في البطش والسفه 
سمعت 
محمد بن محمود النسائي  يقول: سمعت 
أبا داود السنجي  يقول: سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي  يقول: سمعت 
يحيى بن خالد البرمكي  يقول " الشريف إذا تقرأ تواضع، والدنيء إذا تقرأ تكبر ". 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم  رضي الله عنه: لا يمتنع من التواضع أحد، 
والتواضع يكسب السلامة، ويورث الألفة، ويرفع الحقد، ويذهب الصد، وثمرة التواضع المحبة، كما أن ثمرة القناعة الراحة، وإن تواضع الشريف يزيد في شرفه، كما أن تكبر الوضيع يزيد في ضعته، وكيف لا يتواضع من خلق من نطفة مذرة وآخره يعود جيفة قذرة، وهو بينهما يحمل العذرة؟. 
سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12201أبا يعلى  يقول: سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12410إسحاق بن أبي إسرائيل  يقول: سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة  يقول: لو قيل: أخرجوا خيار هذه القرية لأخرجوا من لا نعرف. وأنشدني 
الكريزي :  ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا     فكم تحتها قوم هم منك أرفع 
فإن كنت في عز وخير ومنعة     فكم مات من قوم هم منك أمنع؟ 
 [ ص: 62 ] أنشدنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12083أبو عروبة  أو 
ابن قتيبة،  أنشدنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15244المسيب بن واضح  ، عن 
يوسف بن أسباط   : 
وكفى بملتمس التواضع رفعة     وكفى بملتمس العلو سفالا