ألا أبلغا عني بجيرا رسالة فهل لك فيما قلت ويحك - هل لكا؟ فبين لنا إن كنت لست بفاعل
على أي شيء غير ذلك دلكا؟ على خلق لم ألف أما ولا أبا
عليه ولم تلف عليه أخا لكا فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعا لكا سقاك بها المأمون كأسا روية
فانهلك المأمون منها وعلكا
من مبلغ كعبا فهل لك في التي تلوم عليها باطلا وهي أحزم
إلى الله - لا العزى ولا اللات - وحده فتنجو إذا كان النجاء وتسلم
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت من النار إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهير وهو لا شيء دينه ودين أبي سلمى علي محرم
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذا رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول
شجت بذي شيم من ماء محنية صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
[ ص: 282 ] تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه من صوب غادية بيض يعاليل
ويل أمها خلة لو أنها صدقت بوعدها أو لو أن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها فجع وولع وإخلاف وتبديل
فما تدوم على حال تقوم بها كما تلون في أثوابها الغول
وما تمسك بالوصل الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل
أرجو وآمل أن يعجلن في أمد وما لهن إخال - الدهر تعجيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل
أمست سعاد بأرض لا يبلغها إلا العتاق النجيبات المراسيل
ولا يبلغها إلا عذافرة فيها على الأين إرقال وتبغيل
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول
ترمي النجاد بعيني مفرد لهق إذا توقدت الحزان والميل
[ ص: 283 ] ضخم مقلدها فعم مقيدها في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها قوداء شمليل
يمشي القراد عليها ثم يزلقه منها لبان وأقراب زهاليل
عيرانة قذفت بالنحض عن عرض مرفقها عن بنات الزور مفتول
قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيل
كأن ما فات عينيها ومذبحها من خطمها ومن اللحيين برطيل
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل في غارز لم تخونه الأحاليل
تهوي على يسرات وهي لاهية ذوابل وقعهن الأرض تحليل
سمر العجايات يتركن الحصى زيما لم يقهن سواد الأكم تنعيل
يوما يظل به الحرباء مرتبئا كأن ضاحيه في النار مملول
[ ص: 284 ] وقال للقوم حاديهم وقد جعلت بقع الجنادب يركضن الحصى قيلوا
كأن أوب ذراعيها وقد عرقت وقد تلفع بالقور العساقيل
أوب يدي فاقد شمطاء معولة قامت فجاوبها نكد مثاكيل
نواحة رخوة الضبعين ليس لها لما نعى بكرها الناعون معقول
تفري اللبان بكفيها ومدرعها مشقق عن تراقيها رعابيل
تمشي الغواة بجنبيها وقولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا طريقي لا أبا لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة الـ ـفرقان فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت في الأقاويل
لقد أقوم مقاما لو يقوم به يرى ويسمع ما قد أسمع الفيل
لظل ترعد من وجد بوادره إن لم يكن من رسول الله تنويل
[ ص: 285 ] حتى وضعت يمينا ما أنازعها في كف ذي نقمات قيله القيل
فلهو أخوف عندي إذ أكلمه وقيل إنك منسوب ومسؤول
من ضيغم بضراء الأرض مخدره في بطن عثر غيل دونه غيل
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما لحم من الناس معفور خراديل
إذا يساور قرنا لا يحل له أن يترك القرن إلا وهو مفلول
منه تظل سباع الجو نافرة ولا تمشى بواديه الأراجيل
ولا يزال بواديه أخو ثقة مضرج البز والدرسان مأكول
إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل
شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق كأنها حلق القفعاء مجدول
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم من حياض الموت تهليل
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار
ورثوا المكارم كابرا عن كابر إن الخيار هم بنو الأخيار
الباذلين نفوسهم لنبيهم يوم الهياج وفتية الأحبار
والذائدين الناس عن أديانهم بالمشرفي وبالقنا الخطار
المكرهين السمهري بأدرع كسوالف الهندي غير قصار
والناظرين بأعين محمرة كالجمر غير كليلة الإبصار
والبائعين نفوسهم لنبيهم لموت يوم تعانق وكرار
يتطهرون - يرونه نكسا لهم - بدماء من علقوا من الكفار
دربوا كما دربت ببطن خفية غلب الرقاب من الأسود ضوار
وإذا حللت ليمنعوك إليهم أصبحت عند معاقل الأعفار
ضربوا عليا يوم بدر ضربة دانت لوقعتها جميع نزار
[ ص: 287 ] لو يعلم الأقوام علمي كله فيهم لصدقني الذين أماري
قوم إذا خوت النجوم فإنهم للطارقين النازلين مقاري
في العز من غسان في جرثومة أعيت محافرها على المنقار