وقدم على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عام حجة الوداع ، وفد بني محارب ، وهم كانوا أغلظ العرب وأفظه على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في تلك المواسم ، أيام عرضه نفسه على القبائل يدعوهم إلى الله ، فجاء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، منهم عشرة نائبين عمن وراءهم من قومهم ، فأسلموا ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=115بلال يأتيهم بغداء وعشاء ، إلى أن جلسوا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يوما من الظهر إلى العصر ، فعرف رجلا منهم ، فأمده النظر ، فلما رآه المحاربي يديم النظر إليه ، قال : كأنك يا رسول الله توهمني ؟ قال : "لقد رأيتك" ، فقال المحاربي : إي والله ، لقد رأيتني وكلمتني وكلمتك بأقبح الكلام ، ورددتك بأقبح الرد بعكاظ وأنت تطوف على الناس ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "نعم" ، ثم قال المحاربي : يا رسول الله ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ ولا أبعد عن الإسلام مني ، فأحمد الله الذي أبقاني حتى صدقت بك ، ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا معي على دينهم ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "إن هذه القلوب بيد الله ، عز وجل" ، فقال المحاربي : يا رسول الله ، استغفر لي من مراجعتي إياك ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "إن الإسلام يجب ما كان قبله من الكفر" . ثم انصرفوا إلى أهليهم .